من الذي نقط القرآن الكريم


منذ أن نزل القرآن الكريم على رسوله وخاتم أنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم اهتم به المسلمين أيما اهتمام إذ حرصوا على حفظه وفهمه والعمل بأحكامه والاعتبار بقصصه والاتعاظ بما جاء فيه والاحتكام لدستوره فهو دستور رب العالمين، واستمر هذا الاهتمام من الصحابة إلى التابعين وإلى تابعي التابعين وحتى اليوم يهتم العديد من علماء الأمة الإسلامية بدراسة القرآن الكريم وعلومه وذلك حرصا منهم على تعليم الأجيال الشابة هذا الكتاب المبارك. خصصنا هذا المقال حتى نجيب على سؤال من الذي نقط القرآن الكريم؟ بشكل مفصل.

من الذي نقط القرآن الكريم

أول من نقط القرآن الكريم هو أبو الأسود الدؤلي لكنه استخدم النقاط للضبط وكنوع من أنواع التشكيل ثم تبعه الخليل بن أحمد في وضع نقاط الإعجام أي النقاط التي تستخدم للتميز بين الحروف التي تمتلك نفس الرسم والله تعالى أعلم.

هل تنقيط القرآن بدعة؟

كان هناك اختلاف في آراء علماء الأمة الإسلامية في مسألة تنقيط القرآن الكريم فبعض علماء الأمة الإسلامية ذهبوا إلى أنها جائزة تماما كونها تساعد على قراءة القرآن وجزء من ضبطه وبيانه أما بعضهم الآخر فقد اتجه إلى كراهة التنقيط مستدلين على ذلك بضرورة الحفاظ على القرآن الكريم كما قام الصحابة رضوان الله عليهم بجمعه وأيضا مستدلين على أنه ولو كانت مسألة التنقيط بهذه الأهمية لما توانى الصحابة رضوان الله عليهم بالقيام بها. إذا ما تحدثنا عن تنقيط القرآن أي وضع النقاط على حروفه للتمييز بينها من منظور تاريخي فهو كان ضرورياً خاصة مع دخول عدد كبير من العجم للإسلام بعد نشاط حركة الفتوحات الإسلامية ومثل هؤلاء من المسلمين قد لا يكونوا ملمين بعلوم اللغة العربية وضبطها بالتالي قد تصعب عليهم تلاوة القرآن الكريم.

شاهد أيضًا:  تفسير قوله تعالى : (ثُمَّ لَتُسْـَٔلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ)

قصة تشكيل القرآن الكريم

بدأت قصة تشكيل القرآن الكريم في عهد الخليفة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه حيث أنه وفي عهده كثر المسلمين من غير العرب وغير المتقنين للغة العربية بالتالي كثرت تلاوة القرآن الكريم الخاطئة والتي تغير في معاني هذا الكتاب العظيم وكان أبو الأسود الدؤلي قد لاحظ هذا فأسرع بالشكوى إلى سيدنا علي بن أبي طالب ووضع أبو الأسود آن ذاك قواعد النحو ثم قام بوضع النقط وكانت نقطه تستخدم للدلالة على الحركة إذ أن النقطة على جانب الحرف الامامي دلالة على الضم والنقطة أعلاه دلالة على الفتحة والنقطة أسفله تدل على الكسرة. بعد أن قام أبو الأسود الدؤلي بالتنقيط على هذا النحو تبعه الخليل بن أحمد الفراهيدي ووضع تنقيط أكثر دقة للقرآن وهو التنقيط المشهور حاليا بوضع ألف فوق الحرف للفتح وواحدة تحته للكسر وواو صغيرة للضم ثم قام بوضع النقاط للتمييز بين الحروف.

شاهد أيضًا:  ما فضل سورة الملك

سبب تنقيط القرآن الكريم

كان السبب المباشر وراء تنقيط القرآن الكريم هو انتشار التصحيف وحتى نسهل عليك الأمر يمكن أن نعرف التصحيف ببساطة على أنه أي تغيير يحدث لرسم الكلمة ويسبب تغير في معنى هذه الكلمة والتصحيف انتشر بسبب دخول الكثير من العجم الغير متقنين للغة العربية في الإسلام وهم كونهم مبتدئين في القراءة لن يتمكنوا من التمييز بين الكلمات بسليقتهم اللغوية خاصة مع المصاحف التي لا تحتوي على تنقيط.

وفي ختام مقالنا هذا الذي خصص لتسليط الضوء على واحدة من أهم المراحل التي مر بها القرآن الكريم وهي مرحلة التنقيط وحتى نجيب على سؤال من الذي نقط القرآن الكريم؟ لابد وأن نشدد على ضرورة أن يعرف المسلم مثل هذه المعلومات التاريخية المهمة حول كتابه السماوي فهو أجدر وأكثر نفعا له من أي علم آخر وعلى كل مسلم أن يمتلك ولو على الأقل معرفة عامة بكل ما يتعلق بالقرآن الكريم.