مفهوم الإحسان في القرآن


مفهوم الإحسان في القرآن الكريم هو أحد ما يبحث عنه المسلمون للتعرف أكثر على المفاهيم الدينية والهامة في الإسلام كتعريف الإحسان. وإن القرآن الكريم هو أجل وأعظم الكتب، ويكفي في بيان هذا أن نستذكر أنه خطاب الله تعالى لعباده، وأنه المعجزة التي أيد الله تعالى بها رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. في هذا المقال سوف نتحدث عن أحد المفاهيم التي ورد ذكرها في القرآن الكريم بعدة مواضع وهو مفهوم الإحسان حيث سنتناول مفهوم الإحسان في القرآن بصورة مفصلة، ونبين عديد المعلومات الأخرى المتعلقة بهذا المفهوم.

ما هو الإحسان؟

عندما نعرف الإحسان، ونوضح مفهومه سنبدأ أولا بتعريف الإحسان لغةً والإحسان في اللغة يمكن أن يستخدم بعدة أشكال وكون الشيء لا يعرف إلا بضده، فتقيض الإحسان في اللغة هو الإساءة أي أن أي فعل ينافي الإساءة هو إحسان لغة، ويشير هذا المصطلح كذلك إلى ما يقوم به المرء من العمل بصورة متقنة وجادة، فمن يحسن عمله يعني أنه يتقنه ويجيده والإحسان أيضاً هو أن تقدم للطرف المقابل فوق ما عليك، أي ألا تكون عادلاً في معاملته وحسب، بل أن تكون كذلك محسناً إليه، وتعطيه أكبر مما يستحق. على الجانب الآخر وإذا ما أردنا أن نعرف الإحسان اصطلاحا أي مفهوم الإحسان في القرآن، فهو إذا ما استخدم مع الإيمان والإسلام يعني أن يكون العبد مستشعرا بأن الله تعالى يراقبه فيحسن بهذا طاعته، ويحسن بهذا التقرب إليه بالطاعات والابتعاد عما نهى عنه، لكن اصطلاحا أيضاً إذا استخدم الإحسان بصورة مطلقة إطلاقا تاما، ولم يرتبط لفظه بأي لفظ آخر، فهو يشير إلى فعل أي صورة من صور الأمور الحسنة.

شاهد أيضًا:  سبب نزول سورة ص

مفهوم الإحسان في القرآن

ورد ذكر مفهوم الإحسان في القرآن الكريم في عدة مواضع، ويقدر علماء الأمة الإسلامية أن ذكر مفهوم الإحسان في القرآن الكريم يصل إلى ذكره في مئة وتسعين موضعا، وهذه المواضع من حيث الذكر جاءت أنا منفردة أو مقرونة بشكل من أشكال العبادات الأخرى كالتالي:

  • مواضع ذكر فيها الإحسان مفرداً، ولم يقرن بأي عبادة أخرى.
  • مواضع ذكر فيها الإحسان مقرونا بصفة الإيمان.
  • مواضع ذكر فيها الإحسان مقرونا بمفهوم الإسلام.
  • مواضع ذكر فيها الإحسان مقروناً بتقوى الله عز وجل.

ما هو الفرق بين الإحسان والإنعام؟

إن في بعض مصطلحات اللغة العربية تشابها بالإشارة والدلالة ما يدفع الكثير منا إلى استخدامها بشكل متبادل؛ بسبب الجهل في الفرق بين المصطلحات وما يشير إليه هذا الفرق. أما بالنسبة لمصطلحي الإحسان والإنعام، فهما يستخدمان بطريقة متبادلة في كثير من الأحيان، رغم أن بينهما فرقاً لا يدركه إلا المتمكن من اللغة العربية ومفاهيمها فالإحسان أعم وأشمل من الإنعام، وذلك كونه يستخدم لوصف الفعل الحسن، سواء قام به الإنسان نحو نفسه أو نحو غيره. أما الإنعام فلا يكون إلا عندما تضع فعلاً في الآخرين، ولا يجوز استخدامه للإنسان نفسه فلا يقال مثلاً أنعمت على نفسي.

شاهد أيضًا:  سبب نزول سورة النازعات

ختاما كان في مقالنا هذا تعريف لمفهوم هام من المفاهيم الإسلامية الدينية وهو مفهوم الإحسان في القرآن الكريم، والذي بلا جدال يجب أن يعرفه المسلم فكيف يمكن أن تشعر أو تطبق شيئا وأنت غير مدرك حتى لمعناه أو ما يشير إليه؟ ولا بد أن نذكر بأن القرآن الكريم هو المصدر الأول من مصادر التشريع أي أن الإنسان، وعندما يلتبس عليه أي شيء حول دينه يجب أن يرجع أولاً إلى القرآن الكريم، وإن لم يجد ما يبحث عنه بصورة خاصة يلجأ إلى بقية مصادر التشريع مرتبة، والتي تبدأ بالسنة النبوية التي تتبع القرآن كمصدر من مصادر التشريع الإسلامي.