مراحل تدوين القرآن الكريم


مراحل تدوين القرآن الكريم متعددة ولكل منها تاريخ يختلف عن الآخر، حيث نزل القرآن الكريم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم مفرقاً على مدى سنوات دعوته. ومن هذا المنطلق اهتم الصحابة رضوان الله عليهم بحفظ القرآن الكريم وتدوينه وذلك حتى ينتقل للأجيال الإسلامية اللاحقة كما وصلهم من الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وكما وصله صلى الله عليه وسلم من الله تعالى عن طريق الوحي.

والقرآن الكريم محفوظ من الله عز وجل من أي تحريف أو تغيير عكس الكتب السماوية الأخرى التي تعرضت للتحريف وذلك كون الإسلام هو الرسالة العظمى التي اختتم بها الله عز وجل رسالاته للبشرية. خصصنا هذا المقال حتى نتحدث عن مراحل تدوين القرآن الكريم بالتفصيل وحتى نتناول عدة معلومات عن عملية تدوينه وكم استغرقت هذه العملية من وقت وأسبابها ومن قرر القيام بها.

تدوين القرآن الكريم

مراحل تدوين القرآن الكريم كانت من أهم المحطات التي مر بها الدين الإسلامي فقد كانت عملية تدوينه عملية حساسة مرت بعدة مراحل وبعدة متغيرات فقد حرص المسلمين على الاهتمام بالقرآن فهو مصدر التشريع الأول الذي يعودون له كمرجع في كافة مسائلهم وهو الوسيلة التي يتبينوا بها الحق من الباطل والخطأ من الصواب.

كان تدوين القرآن الكريم قد انتهى بشكل كامل في عهد الصحابي عثمان بن عفان والذي قرر نسخ القرآن عدة نسخ وبدأت في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالتزامن مع نزول الوحي وساهمت عدد من الأحداث والمتغيرات في تحديد كيفية نسخ القرآن لكن كان الهدف الأساس هو الحفاظ على هذا الكتاب المبارك المحفوظ أصلا بحفظ الله عز وجل له والرد على أي شبهة حوله أو حول ما ورد فيه من آيات وسور.

مراحل تدوين القرآن الكريم

مرت عملية تدوين القرآن الكريم بعدة مراحل زمنية كل واحدة منها كانت في زمن ولأغراض ودوافع مختلفة لكن كانت هذه المراحل الثلاث السبب في وصول القرآن الكريم لنا بالصورة التي نقرأه فيها اليوم فالقرآن لم ينزل على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مكتوبا ولا نزل إليه دفعة واحدة. مراحل تدوين القرآن الكريم التي مر بها حفظ القرآن كانت كما يلي:

شاهد أيضًا:   كم عدد آيات سورة الفاتحة

المرحلة الأولى – تدوين القرآن الكريم في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم

وفي هذه المرحلة مراحل تدوين القرآن الكريم كان عدد من يحفظ القرآن كبيراً من الصحابة حيث كان مجموعة منهم يحفظون القرآن الكريم من النبي محمد صلى الله عليه وسلم مباشرة كجزء من مهمة موكلة إليهم وكانت هذه المجموعة تلقنه مشافهة لبقية الصحابة والمسلمين الذين يأخذونه عن كبار القراء المكلفين بحفظ الوحي. كان الصاحبة المكلفين من الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يقومون أيضا بكتابة القرآن الكريم وعندما وافته المنية عليه الصلاة والسلام كان القرآن مكتوب بكامل آياته في بيه الشريف.

المرحلة الثانية – تدوين القرآن الكريم في عهد أبو بكر الصديق

وفي هذه المرحلة وافت المنية عدد كبير من الصحابة الذين كانوا يحفظون القرآن الكريم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وذلك بسبب حروب الردة حيث استشار سيدنا أبو بكر رضي الله عنه والذي كان الخليفة آن ذاك الصحابي عمر بن الخطاب ووصل أخيرا إلى قرار بجمع القرآن الكريم في مصحف واحد وقد أوكل سيدنا أبو بكر الصديق المهمة آن ذاك لزيد الأنصاري والذي قام بالمهمة كما يجب.

المرحلة الثالثة – تدوين القرآن الكريم في عهد عثمان بن عفان

وفي هذه المرحلة من ضمن مراحل تدوين القرآن الكريم، كان القرآن قد جمع في نسخة واحدة في بيت حفصة بنت عمر وحتى لا يكون هناك خلاف في القرآن الكريم أو في تلاوته قرر الخليفة عثمان بن عفان نسخ القرآن الكريم عدة نسخ في عدة مصاحف وقد كلف بهذه المهمة زيد بن ثابت وثلاثة من الصحابة فقاموا بنسخه ثم أرسلت هذه النسخ لمختلف المناطق التي دخلها الإسلام آن ذاك وأمر سيدنا عثمان أيضا بإحراق وإتلاف أي نسخة تخالف النسخ التي نسخت ونشرت في المدائن المختلفة.

أول من قرر تدوين القرآن الكريم

كان أول من قرر تدوين القرآن الكريم هو الصحابي أبو بكر الصديق وكان ذلك بسبب وفاة عدد من الصحابة في حروب الردة وأمر أن أول من جمع القرآن هو أبو بكر أمر لا خلاف فيه ومجمع عليه من قبل علماء المسلمين. لكن اذا ما تحدثنا عن أول من نسخ القرآن الكريم فعندها ستختلف الإجابة إذ كان أول من نسخ القرآن في عدة مصاحف هو الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه وذلك بسبب ظهور خلاف في طريقة قراءة القرآن بسبب اختلاف لغات الداخلين للإسلام ولإنهاء وجه الخلاف بنسخ القرآن الكريم عدة نسخ والتخلص من أي نسخة تخالف هذه النسخ.

شاهد أيضًا:  ما هو طير الأبابيل

سبب تدوين القرآن الكريم

أدت مجموعة من الأسباب إلى وجود مراحل تدوين القرآن الكريم، فالجهود التي بذلها الصحابة رضوان الله عليهم بالتدوين بالطبع لم تكن من فراغ، بل كانت لأسباب دامغة واضحة ومنطقية كما الأمر تماما عندما نتحدث عن أي شيء يتعلق بالشريعة الإسلامية أو بالقرآن ومن أهم الأسباب التي دعت إلى تدوين القرآن الكريم ما يلي:

  • وفاة الكثير من الصحابة الحفاظين للقرآن الكريم في عهد سيدنا أبي بكر الصديق بالتالي الخوف من قلة عدد الحافظين.
  • القضاء على أي اختلاف في لفظ القرآن أو معناه بين الناس خاصة ذلك الذي نشأ عندما زاد عدد الداخلين في الإسلام وتعدد طرق لفظهم ولغاتهم.
  • لتجنب أي فتنة تظهر بين المسلمين بسبب اختلافهم في طريقة لفظ آيات القرآن الكريم ومعانيه.

كم استغرق جمع القرآن

لم يجمع القرآن الكريم بين دفتي مصحف واحد في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم بل جمع بعد وفاته وتحديداً في عهد الصحابي أبي بكر الصديق والذي تردد في جمع القرآن كونه لم يجمع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. لكن وفاة عدد كبير من الحفظة كان دافع له رضي الله عنه حتى يجمع القرآن الكريم خوفاً عليه من قلة الحافظين وتم حفظ القرآن كما وضحنا في مراحل تدوين القرآن الكريم بالتفصيل.

وبعد شروع سيدنا زيد بن ثابت بجمع القرآن بقية النسخة التي جمعت القرآن في بيت أبي بكر الصديق حتى وفاته ثم انتقلت النسخة وبقيت عند حفصة بنت عمر ثم أخذ سيدنا عثمان هذه النسخة وقام بعمل عدة نسخ منها وأرسالها لكافة المناطق التي دخلها الإسلام وكل هذه المراحل التي استغرقها جمع القرآن ثم نسخه قد أخذت وقتا فلم ينسخ القرآن إلا في عهد الخليفة الراشد الثالث وهو عثمان رضي الله عنه.

ختاما تحدثنا في هذا المقال عن مراحل تدوين القرآن الكريم وذكرنا هذه المراحل الثلاث التي يجب أن يكون كل مسلم مطلع عليها وداري بها كون المسلم يجب أن يلم ويعرف كل ما مرت به الدعوة الإسلامية من مراحل ومحطات فالمسلم الذي يفهم دينه ويعرف عنه وعن تاريخه كل كبيرة وصغيرة أبعد من أن يتأثر بالشبهات التي أخذت تزداد كل يوم ويزداد المفتونين بها مع كل أسف بسبب الجهل بالدين وعدم بذل الجهد أو تكليف النفس عناء المعرفة والتقصي والبحث.