مخارج الحروف في التجويد مهمة لكل من أراد تعلم أحكام التجويد وأسراره. فلقد خص الله عز وجل اللغة العربية بأن جعلها لغة القرآن الكريم وهو كتابه المعجز الذي سيبقى خالد حتى يوم القيامة ويعطي للغة العربية صفة الخلود معه. ما يميز اللغة العربية عن غيرها من اللغات هو أنها لغة ذات مخارج وأصوات مختلفة لهذا نجد أن البعض يجدون صعوبة بالتحدث بها خاصة من لم يتعلمها منذ الصغر وتسهيلا لقراء القرآن الكريم وضع علماء التجويد علما قائما أسموه علم مخارج الحروف يعرف به القارئ كيف ينطق الحروف المختلفة وكيف يجب أن يكون مخرجها وبالتالي صوتها وهذا يعنيهم على تلاوته تلاوة صحيحة. خصصنا هذا المقال حتى نتحدث عن مخارج الحروف في التجويد بالتفصيل.
محتويات
أهمية مخارج الحروف
لولا وجود أسباب مقنعة لما اجتهد العلماء اجتهادا كبيراً حتى يأسسوا علم مخارج الحروف في التجويد ويعلموه للقراء ويدعهم للالتزام به وتظهر أهمية علم مخارج الحروف بكل مما يلي:
- تساعد مخارج الحروف على تلاوة القرآن الكريم بصورة تحقق المعنى الذي نزلت الآيات الكريمة به فكما نعرف أن الكلمة يختلف معناها باختلاف طريقة لفظها.
- يساعد علم مخارج الحروف على إعطاء كل حرف حقه باللفظ الصحيح فلا تلفظ الحاء هاء ولا الضاء ظاء وهكذا.
- علم مخارج الحروف يمرن اللسان ويساعدك على الاستفادة من كافة أعضاء النطق بدءا من منطقة الجوف وحتى الشفاه وهذا يجعلك أكثر قدرة على الالقاء ويجعل لكلماتك مخارج واضحة بينة.
- تساعد المخارج على التمييز بين صفة نطق كل حرف والآخر حتى لو تشابهوا في المخرج.
مخارج الحروف في التجويد
تقسم مخارج الحروف في التجويد إلى خمسة مخارج عامة كل واحد منها يخرج من عضو نطق مختلف وهي كما يلي:
الجوف: ويسمى بالمخرج العام وذلك كونه لا يخرج من الحلق ولا من اللسان وحروفه هي فقط ثلاثة حروف أولها الألف ويشترط أن يسبقها فتح وثانيها الواو ويشترط أن يسبقها الضم وثالثها الياء ويسبقها الكسر وتسمى حروف الجوف أيضا بحروف المد.
الحلق: ومصطلح الحلق في علم التجويد يشير إلى المنطقة التي تكون بين آخر اللسان والحنجرة وحروفه عددها ستة هي الهاء والهمزة والغين والخاء والعين والحاء.
اللسان: وبلا شك هو عضو النطق الأهم كونه يشكل مخرج معظم الحروف وعدد حروفه ثمانية عشر حرفا يمكن أن نختصر ذكرها بأنها اي حروف لا تخرج من باقي المخارج. مخارج اللسان تقسم تقسيما فرعيا إلى مخارج أقصى اللسان وشجر اللسان ووسط اللسان.
الشفاه: وهو مخرج لثلاثة حروف فقط هي الميم والفاء والباء أما الفاء فهو يخرج من الشفاه السفلى وأما الباء والميم فمن بين الشفتين.
الخيشوم: ويشير هذا المصطلح إلى المنطقة بين الأنف والحلق ويخرج منه حرفان هما النون والميم ويسميا أيضا باسم حروف الغنة.
عدد مخارج الحروف
هناك خلاف بين علماء التجويد على عدد مخارج الحروف في التجويد، فأولاً لا بد أن نوضح أن المخارج تقسم إلى مخارج عامة ومخارج خاصة والعامة عددها خمسا وقيل أيضا أن عددها أربعة أما الخاصة فعددها أكبر لكن لم يخلو من التباين فقد قيل أن عددها أربع عشر وقيل أيضا أنها سبعة عشر وأخذ بعض العلماء المنتصف فقالوا أنها ستة عشر مخرجاً وهذا الاختلاف جاء بسبب اختلاف الطريقة التي ينطق بها الحرف من شخص إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى لكنه لا ينتقص من جوهر مخارج الحروف وكيفية نطق كل حرف بصورة صحيحة.
ختاماً تحدثنا في هذا المقال عن مخارج الحروف في التجويد، واجبنا على معظم الأسئلة التي قد تطرحها حول هذه المخارج وتذكر أنك حظيت بأن ولدت عربيا ناطقا بلغة القرآن وهذه وحدها هبة لا يدركها إلا من فقدها من المسلمين غير العرب وأقل واجب يقتضي عليك أن تعرف كيف تلفظ حروف لغتك وكيف مخارجها وفي ظل البعد والهجر للغتنا الأم الذي نراه اليوم تزداد أهمية علم التجويد وبالأخص مخارج الحروف خاصةً للأطفال الذين مع انتشار اللغات الأخرى قد نجدهم يوماً أمسوا غير قادرين على استخدام لغتهم بشكل صحيح.