ما هي رحلة الشتاء والصيف؟ ولماذا سميت هذه الرحلة باسم رحلة الشتاء والصيف؟ لقد كانت للتجارة مكانة كبيرة في مكة المكرمة قبل بزوغ فجر الإسلام، فقد حمل هذا المكان أهمية تجارية كبيرة تمثلت بكون مكة كانت وسيطا بين اليمن والشام وفلسطين من جهة وبين تجار الشام ونجد والحجاز من جهة أخرى هذا فضلا عن مكانتها الدينية، وقد تظافرت عدة عوامل ليصبح تجار وسادة قريش من أثرى العرب آن ذاك.
خصصنا هذا المقال حتى نجيب عن سؤال ما هي رحلة الشتاء والصيف؟ بشكل تفصيلي وحتى نتحدث بالعديد من المعلومات التي تكشف الستار عن حال مكة وقاطنيها قبل المرحلة الفاصلة التي لم تغير مكة فحسب، بل غيرت العالم بأكمله حتى اليوم وهي مرحلة نزول الوحي على سيدنا محمد وبدء الدعوة الإسلامية.
محتويات
ما هي رحلة الشتاء والصيف؟
بالنسبة إلى ما هي رحلة الشتاء والصيف فهي عبارة عن رحلتين اعتاد على القيام بهما تجار قريش أولاهما هي رحلة الشتاء، والتي كانوا يقصدون بها اليمن وثانيهما هي رحلة الصيف، والتي كانوا يقصدون بها الشام ومثل هذه الرحلات التجارية كانت شائعة آن ذاك بهدف التبادل التجاري وتبادل المنتجات التي تختلف بها كل منطقة عن الأخرى. ذكرت رحلتي الشتاء والصيف في القرآن الكريم وتحديدا في سورة قريش؛ حيث إن هاتين الرحلتين كانتا من نعم الله تعالى على قريش، فكان خروجهم وإيابهم بأمن وسلامة مرده إلى أنهم سكان البيت الحرام ما دفع العرب إلى تعظيمهم، فكان أولى لهم أن يؤمنوا بالله -عز وجل- الذي منّ عليهم بهذه النعم.
أول من جمع الناس على رحلتي الشتاء والصيف
بحسب العديد من المصادر التي تتحدث عن ما هي رحلة الشتاء والصيف، فلقد كان أول من جمع الناس وأهل مكة على رحلتي الشتاء والصيف هو هاشم بن عبد مناف، والذي غير بهذا الفعل الكثير من أحوال مكة؛ حيث إن الفاقة والجوع قد ضربا أهل مكة، حتى إن الواحد منهم لا يجد ما يطعم به أهل بيته، ويتركهم يموتون جوعا، فخطب فيهم هاشم بن عبد مناف، وجمعهم على رحلتي تجارة هما رحلة إلى اليمن في الشتاء ورحلة إلى الشام في الصيف، وكان الغني منهم يقتسم ما ربح مع الفقير من أبناء عشيرته، ووصل الحال بهم إلى أن الفقير فيهم أصبح كالغني منهم والله أعلم.
نبذة عن سورة قريش
سورة قريش هي واحدة من سور القرآن المكية وهي من السور القصيرة؛ حيث إن عدد آياتها هو أربع آيات. أما عن ترتيبها في المصحف فهي من سور الجزء الثلاثين وترتيبها هو السادس بعد المئة. قريش كما نعرف جميعا هي القبيلة التي ينتمي لها النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وهي واحدة من أكثر قبائل شبه الجزيرة العربية شهرة، وكانت سورة قريش السورة التاسعة والعشرين من حيث ترتيب نزولها، وقد نزلت بعد سورة التين، وقبل سورة القارعة. لا تحتوي آيات السورة على أي من سجدات التلاوة، وفي ترتيب المصحف تسبقها سورة الفيل، وتتبعها سورة الماعون.
وفي ختام مقالنا هذا الذي أجبنا فيه على سؤال ما هي رحلة الشتاء والصيف؟ يلاحظ أن عدداً من الكتب التي تناولت السيرة النبوية العطرة كانت تبدأ أولا بالحديث عن أحوال الجزيرة العربية ومكة المكرمة قبل مجيء الدعوة الإسلامية، وهذا بالطبع له أسباب وغايات عديدة ففهم أوضاع مهد الدعوة وأحوالها وأحوال أهلها قبل بزوغ فجر الإسلام يعطي تصوراً أفضل عن أثر الدعوة الإسلامية التي أحدثته بالمجتمع المكي وحتى أنها يمكن أن تفسر مواقف الكثيرين من هذه الدعوة التي بدأت من مكة المكرمة، وملأت الدنيا نورا، وأكرمنا الله تعالى بأن نكون من عباده الحاملين لرأيه لا إله إلا الله.