ما مدة نزول القرآن الكريم، إن القرآن الكريم كان المعجزة التي أيد بها الله تعالى نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- والتي لا تزال خالدة حتى يومنا هذا ومحفوظة بحفظ الله عز وجل، ولما كان للقرآن الكريم هذه الأهمية والمكانة الكبيرة في الإسلام عكف الصحابة والتابعين وتابعيهم من علمائنا المسلمين على دراسة القرآن الكريم والاجتهاد بمحاولة تفسيره، وفي هذا المقال سوف نجيب عن سؤال ما مدة نزول القرآن الكريم؟ وعلى عدد من الأسئلة الأخرى المهمة المرتبطة به.
محتويات
ما مدة نزول القرآن الكريم؟
ما مدة نزول القرآن الكريم هو سؤال قد يعتقد البعض أن معرفة إجابته تكون نوعاً من إشباع الفضول، إلا أن الحال ليس كذلك. حيث إن معرفة مثل هذه المعلومات تقي المسلم من الشبهات التي يمكن أن يزرعها أعداء الإسلام في نفسه فهي تقوي صلتك بدينك، وتجعلك أشد وعيا من فكرة عابثة أو وسوسة طارئة. وحول مدة نزول القرآن الكريم، لقد نزل القرآن الكريم على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- متفرقا واستغرق بهذا وقت نزوله من بدء البعثة النبوية وحتى وافته المنية -صلى الله عليه وسلم- وقد قال ابن عباس أن نزول القرآن الكريم استمر ثلاثا وعشرين عاما حيث إنه -صلى الله عليه وسلم- مكث في مكة المكرمة ثلاثة عشر عاما، وفي المدينة المنورة عشرة أعوام والله تعالى أعلم.
مراحل نزول القرآن الكريم
كما نوهنا في إجابة ما مدة نزول القرآن الكريم، لقد كان نزول القرآن الكريم على مرحلتين أولاهما النزول المجمل وثانيهما النزول المفرق، وفيما يأتي توضيح لكلتا المرحلتين وما يتعلق بهما:
المرحلة الأولى: وهي مرحلة النزول المجمل، ونعني بالمجل أي نزول القرآن الكريم بأكمله دفعة واحدة؛ حيث إن القرآن نزل من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا، وكان هذا في ليلة عظيمة مباركة نعرفها جميعا وهي ليلة القدر من شهر رمضان المبارك، لكن لم يتحدد على وجه التحديد ما إذا كان نزول القرآن هذا قبل أم بعد البعثة النبوية.
المرحلة الثانية: وهي مرحلة نزول القرآن الكريم بشكل متفرق وهو نزول القرآن عن طريق الوحي جبريل -عليه السلام- إلى النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- والذي كما أسلفنا كان على مدى ثلاثا وعشرين عاما.
الحكمة من نزول القرآن الكريم مفرقا
في الدين الإسلامي لا يقع أي من الوقائع، ولا يحدث أي من الأحداث عبثا؛ حيث إن لكل نتيجة مسبب واضح منطقي وبالنسبة لنزول القرآن الكريم مفرقا، فقد كان تحقيقا للعديد من الحكم منها ما يلي:
- نزول القرآن الكريم مفرقا ساعد المسلمين على حفظه وتطبيقه ما كان قد يشق عليهم لو أن القرآن نزل مرة واحدة، وعلى دفعة واحدة كما أن في نزوله مفرقا تدرجا في الأحكام والتشريعات على المسلمين وتسهيلا عليهم تنفيذها والالتزام بها بذلك.
- نزول القرآن الكريم على دفع هو شكل من أشكال تميز القرآن على ما سواه من الكتب السماوية التي كانت تنزل على الرسل دفعة واحدة والله أعلم.
- تحدي من أشرك وكفر وتكبر بأن يأتي بمثل ما في القرآن الكريم.
- تثبيت عزم النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- ومؤازرته حيث إن نزول الوحي كان من أسباب السرور لديه عليه الصلاة والسلام.
وفي ختام مقالنا هذا الذي سلطنا الضوء فيه على إجابة سؤال ما مدة نزول القرآن الكريم؟ يغيب عن بال الكثيرين أهمية مثل هذه الأسئلة وإجاباتها، فيظنون مثلا أنها فقط لإشباع الفضول أو زيادة المعرفة، أو من باب العلم بالشيء، إلا أن أهمية معرفة مثل هذه التفصيلات بالغة وكبيرة، فهي توضح لنا الظروف التي انبثقت منها الدعوة الإسلامية والحقبة التي تشكل النواة الأولى لديننا الإسلامي العظيم.