ما المقصود بخلق القرآن


ما المقصود بخلق القرآن؟ لقد برزت وفي مراحل مختلفة من مراحل التاريخ الإسلامي العديد من البدع التي تبناها أعداء الإسلام وتصدى لها علماء الأمة وأفرادها وفي هذا المقال سنتناول واحدة من هذه البدع الضالة حيث سنجيب على سؤال ما المقصود بخلق القرآن؟ ونتحدث عن هذا القول الباطل وأول من جاء فيه ومقصده والنتائج القائمة على هذا المقصد بشكل مفصل. فلا بد لنا كمسلمين أن نعي هذه المصطلحات المسمومة ونقف في وجه كل من يدعيها ويتبناها فواجب المسلم أن يدافع عن دينه وعقيدته وإن لم يدافع عنهما فلأي سبب يعيش وعن أي غالٍ يدافع.

ما المقصود بخلق القرآن

مصطلح “خلق القرآن” كان سبباً في أحداث تاريخية مهمة في التاريخ الإسلامي وهو قول باطل قائم على اجتهادات لم تستند إلى دليل تدعي أن القرآن الكريم مخلوق أي أنه كأي مخلوق آخر خلقه الله عز وجل من العدم وبهذا يهلك ويأتي يوم ويفنى وكأنه لم يكن تعالى الله عز وجل عن هذا علوا كبيراً، ومن هذا السؤال ما المقصود بخلق القرآن وكما لاحظت بلا شك هذا القول فيه انتقاص واضح من مكانة القرآن العظيم في نفس المسلم ويؤدي إلى الكثير من المفاسد فمثلاً كنتيجة تبنى على هذا القول والادعاء الباطل وكون القرآن ما عاذ الله مخلوق كما يدعي، فيمكن إذاً نقد القرآن وتقديم العقل عليه! هذا ناهيك عن أن هذا الادعاء الكاذب ينفي عن القرآن صفة أساسية من صفاته وهي صفة الإعجاز فهو بهذا مخلوق كسائر المخلوقات وكلام مخلوق كغيره من الكلام والعياذ بالله من هذه الادعاءات الكاذبة والأفكار المسمومة.

شاهد أيضًا:  أول من كتب القرآن الكريم

أول من أحدث القول بخلق القرآن

كان أول من أتى بادعاء خلق القرآن الكريم الباطل والمسموم رجل من المعتزلة يقال له بشر بن غياث المعتزلي ولم يكن لقوله الباطل هذا أن يشتد عوده بدون دعم من الخليفة فقد ظهر هذا الادعاء في المئة الثانية من التاريخ الهجري أي في عهد خلفاء بني عباس وتحديدا الخليفة المأمون حيث تأثر الأخير ببطانته التي كانت مرتعا للمعتزلة فأخذ برأيهم الباطل ولم يكتفي بهذا إذ أخذ أيضا يعاقب كل من يخالف ذلك القول والله أعلم.

كان لرأي المعتزلة الفاسد هذا معارضة شديدة أسفرت عن مرحلة تاريخية من مراحل التاريخ الإسلامي عرفت باسم محنة خلق القرآن والتي بحسب ما يقال استمرت ما يقارب الخمسة عشر عاما ولم تنتهي إلا عندنا تبوأ المتوكل على الله مقعد الخلافة وكان من أبرز من عارض هذه الفتنة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله والذي تحمل في سبيل الدفاع عن دينه وأمته الكثير إلى أن أفرج عنه الخليفة المتوكل.

شاهد أيضًا:  فوائد حفظ القرآن للأطفال

الرد على القول بخلق القرآن

كما أسلفنا في إجابة ما المقصود بخلق القرآن فقد كان للإمام أحمد بن حنبل دورا في التصدي لتلك البدعة الضالة القائلة بخلق القرآن إذ ساجل رحمه الله وناظر القائلين بالبدعة أمام حفل من الناس من ضمنهم الخليفة المأمون آن ذاك وقصم ظهور المعتزلة بحججه وكون وسيلة الخاسر هي اللجوء إلى العنف فقد أمر الخليفة المأمون بحبس الإمام أحمد ولم يكتفي بل زاد أيضاً بتعذيبه حتى يقول بتلك البدعة لكنه لم يفعل وتمسك بقوله وحافظ على عقيدته.

وفي ختام هذا المقال الذي أجبنا فيه على سؤال ما المقصود بخلق القرآن؟ يستوجب علينا أن نتأمل المواقف المشرفة كموقف الامام أحمد بن حنبل ونتعلم من هذه المواقف الصبر والعزم والتمسك بالدين والجهاد في سبيله بكل ما استطاع المرء وجعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول ويتبعون أحسنه.