كيف تم جمع القرآن الكريم


كيف تم جمع القرآن؟ من الأسئلة التي تطرح حول عملية تدوين القرآن الكريم والتي مرت بالعديد من المراحل. ولقد مرت الدعوة الإسلامية بالعديد من المحطات التي لا يقل أي منها أهمية عن الآخر وفي هذا الوقت الذي نعيشه لا زالت التحديات والمستجدات تواجه هذه الدعوة وتواجه أمتها ما استدعى زيادة الوعي حول الإسلام والمراحل التي مر بها والاستفادة من هذه المعرفة في الرد على أي شبهة يمكن أن تعتري داخل المسلم حول دينه فضلاً عن هذا يجب أن يتم إعداد جيل مسلح بالوعي والثقافة التي تساعده على خدمة أمته ورفعتها. خصصنا هذا المقال حتى نجيب على سؤال كيف تم جمع القرآن؟ ونتحدث عن المراحل التي مر بها جمع القرآن والتي يجب أن يكون كل مسلم مطلع عليها وعلى تفاصيلها.

جمع القرآن الكريم

جمع القرآن الكريم هي جملة عامة تضم في داخلها عدداً من المراحل التي توضح كيف تم جمع القرآن هذا الكتاب العظيم. وأولاً على المسلم أن يعي كيفية نزول القرآن الكريم فهو لم ينزل على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مكتوباً بل ينزل له من الله تعالى عن طريق الوحي أما عن موعد نزوله فقد استمر منذ بداية الدعوة النبوية وحتى نهايتها.

ولهذا نجد أن المصحف الشريف مؤلف من سور وآيات بعضها مدنية أي نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة وبعضها الآخر مكية أي نزلت عليه صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة والدارس القارئ لعلم أسباب النزول سيدرك أيضا أن عدداً من الآيات نزلت في وقائع وأحداث بينها فواصل زمنية مختلفة. هذا الفهم العام لكيفية نزول القرآن أساسي حتى يفهم المسلم فيما بعد مراحل جمع القرآن الكريم.

كيف تم جمع القرآن

وبالنسبة إلى كيف تم جمع القرآن؟ فلقد تم جمع القرآن الكريم على ثلاث مراحل في ثلاث فترات زمنية مختلفة وكل مرحلة كانت لأسباب وبطرق وبظروف تختلف عن المرحلة الأخرى وهذه المراحل الثلاث كانت كما يلي:

في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم

كان القرآن الكريم هو معجزة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومنذ نزوله حرص المسلمين على حفظه في صدورهم والعمل بما جاء فيه من تشريعات وأحكام والاستفادة بما فيه من عبر أما عن كيف تم جمع القرآن الكريم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان يتم عن طريق مجموعة من الصحابة أطلق عليهم اسم كتاب الوحي إذ كان القرآن الكريم وبعد نزوله للنبي محمد صلى الله عليه وسلم يكتب على صحف خاصة من قبل هؤلاء الصحابة وقد ورد عدد من الأحاديث التي تؤكد أن القرآن كان يحفظ ويكتب في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

شاهد أيضًا:  تفسير قوله تعالى : (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ …)

في عهد أبي بكر الصديق

وفي عهده رضي الله عنه وهو أول الخلفاء الراشدين حدث ما يعرف تاريخياً باسم حروب الردة فعقب وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم حارب أبا بكر الصديق من ارتد عن دين الإسلام وفي هذه الحادثة العديد من القصص والعبر والتفاصيل التي لا يتسع المقام لها هنا لكن ما يعنينا في مراحل جمع القرآن هو أن هذه الحروب أدت إلى وفاة عدد كبير من الصحابة الذين يحفظون القرآن الكريم وهنا دعت الحاجة إلى جمع القرآن الكريم في مصحف واحد حتى لا يكون عرضة للنسيان بسبب قلة حافظيه فتولى زيد بن ثابت المهمة بتكليف من الخليفة أبا بكر كونه أصلاً كان من كتاب الوحي في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وقام بالمهمة وأتمها ثم بقي المصحف الذي جمعه في بيت أبا بكر إلى أن وافته المنية.

في عهد عثمان بن عفان

هنا نصل إلى المرحلة الثالثة والأخيرة من المراحل التي توضح كيف تم جمع القرآن الكريم. وكما سبق وتحدثنا كل مرحلة من المراحل لها أسباب وظروف تختلف بها عن المراحل الأخرى أما في عهد عثمان فلم يكن هناك حرب وضرب كما في عهد أبا بكر لكن كانت الفتوحات الإسلامية سبب في دخول العديد من الأمم الإسلام وكون لكل واحد منهم لهجة ولكنة يختلف بها عن الآخر كان هناك اختلاف بين بعض المسلمين في كيفية قراءة الآيات والسور ومن هذا المنطلق ودرء للفتنة قام سيدنا عثمان بتكليف عدد من الصحابة حتى يقوموا بعمل عدة نسخ من المصحف الذي جمع في عهد أبا بكر والذي كان في ذلك الوقت عند حفصة بنت عمر ثم قام الخليفة بتوزيع النسخ على مختلف الأقطار وأمر أيضاً بالتخلص وإتلاف أي نسخة تخالف النسخ التي تم جمعها.

كم مرة تم جمع القرآن الكريم؟

إذا ما أردنا أن نجيب على سؤال كم مرة تم جمع القرآن الكريم؟ بشكل دقيق فيجب أن نجيب بأن القرآن جمع ثلاث مرات أولها كما تحدثنا كان في عهد النبوة وعن طريق كتاب الوحي من الصحابة وثانيها كان في عهد الخليفة الأول أبا بكر الصديق وثالثها كان في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه. يجيب البعض على هذا السؤال بأن القرآن جمع مرتان متجاهل الجمع في عهد النبي صلّى الله عليه وسلم وهذا بالطبع غير صحيح وغير دقيق فالجمع وباتفاق علماء الأمة تم بثلاث مراحل تحدثنا بتفاصيلها واسبابها.

شاهد أيضًا:  تفسير قوله تعالى (إن الإنسان خلق هلوعا)

جمع القرآن الكريم في عهد عثمان بن عفان

كان جمع القرآن الكريم في عهد عثمان رضي الله عنه هو آخر المراحل التي تم بها جمع القرآن الكريم, ونوضح كيف تم جمع القرآن من خلال التنويه إلى أنه قد قام الخليفة وبعد أخذ المشورة باختيار مجموعة من الصحابة حتى يقوموا بعمل نسخ من القرآن الكريم والذي كان منه في ذلك الوقت نسخة واحدة لدى حفصة بنت عمر والتي استقرت في بيتها بعد بيتي أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما وقد تم جمع القرآن الكريم في عهد عثمان بعد أن ازدادت الأمصار التي تتخذ الإسلام دينا لها فقد بلغ الخليفة عثمان آن ذاك أن خلافات كانت تنشب بين بعض المسلمين في كيفية القرآن الكريم وتجنبا لأي فتنة بسبب هذا تم نسخ القرآن وتوزيعه على كافة الأمصار الإسلامية.

أسباب عدم جمع القرآن في عهد رسول الله

السبب الأساسي في عدم جمع النبي محمد صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم في كتاب واحد هو أن القرآن استمر بالنزول طوال فترة دعوته فلم يكن من المنطق أن يجمع القرآن الكريم بين دفتي كتاب ثم تضاف له كل آية جديدة ينزل بها الوحي ويتم تعديله فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم حرص على ألا يجمع القرآن قبل أن يتم نزوله كاملا.

كم استغرق جمع القرآن؟

استغرق جمع القرآن الكريم وقتا حتى خلافة عثمان بن عفان إلا أن الفترة التي استغرقها نزول القرآن تختلف عن الفترة التي استغرقها جمعه فنزوله كان طوال فترة الدعوة الإسلامية وجمعه كان في عهدي أبا بكر الصديق وعثمان بن عفان وقد كلف بهذه المهمة آن ذاك خير الصحابة.

ختاماً أجبنا في هذا المقال على سؤال كيف تم جمع القرآن؟ وتحدثنا بمعلومات متنوعة عن المراحل التي مرت بها عملية الجمع وهذه المراحل من الأهمية بمكان ويجب على المسلم أن يعرفها ويعرف حيثياتها وظروفها وأسبابها الموجبة.