عدية يس وحكم قراءتها على الظالم


يتردد في أذهان البعض سؤالًا؛ هل كان النبي ﷺ يقرأ عدية يس وهل كان الصحابة يقرؤونها؟ وهل تصح؟ ولماذا يقرؤونها اليوم؟ وما حكم قراءتها على الظالم؟

المقصود بعدية يس

تعارف الناس على أن عدية يس هي قراءة سورة يس بعدد معين، فيقرؤونها سبع مرات لهدفٍ مقصود في أذهانهم، ويكررون في كل مرة تلاوة آيات بعينها عددًا من المرات ثم بعد تكرارها يدعون بدعوة، وبعد الفراغ من التلاوة يرفعون أكف الضراعة متجهين إلى الله بالدعاء فيطلبون منه سبحانه وتعالى ما يجري على ألسنتهم وما يشغل قلوبهم وعقولهم.

والآيات التي يكررونها هي {يس ﴿1﴾ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ﴿2﴾} يقرؤونها 7 مرات ويدعون، و{ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴿38﴾} يكررونها 14 مرة، و{سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ﴿58﴾} يكررونها 16 مرة، و{أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ ۚ بَلَىٰ وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ ﴿81﴾} يكررونها 3 مرات، ويقفون عند {بلى} ويدعون. ويختلفون عمومًا في عدد تكرار هذه الآيات.

فضل سورة يس

لسورة يس أسرار وأنوار لا يحيط بعلمها إلا الله، وهناك بعض الفضائل الواردة نقلًا عن الصحابة الكرام عن النبي ﷺ، وأكثرها ضعيف.

فممَّا ورد في فضلها:

  • ما راه أنس رضي الله عن النبي ﷺ مرفوعًا: «مَنْ دَاوَمَ عَلَى قِرَاءَةِ يس كُلَّ لَيْلَةٍ ثُمَّ مَاتَ، مَاتَ شَهِيدًا» أخرجه الطبراني.
  • وما رواه ‏عطاء: فقال بلغني أن رسول الله ﷺ قال: «مَنْ قَرَأَ يس صَدْرَ النَّهَارِ، ‏قُضِيَتْ حَوَائِجُهُ» أخرجه الدارمي.
  • وما رواه المنذري في الترغيب والترهيب، عن معقل بن يسار عن النبي ﷺ أنه قال: «قَلْبُ القُرْآنِ يس، لَا يَقْرَؤُها رَجُلٌ يُرِيدُ اللهَ والدَّارَ الآخِرَةَ إلَّا غَفَرَ اللهُ لَهُ، اقْرَؤُوهَا عَلَى مَوْتَاكُمْ».
  • وما رواه المبار كفوري، عن أنس بن مالك عن النبي ﷺ أنه قال: «مَنْ دَخَلَ الْمَقَابِرَ، فَقَرَأَ سُورَةَ يس خَفَّفَ اللَّهُ عنهُم، وَكَانَ لَهُ بِعَدَدِ مَن فِيهَا حَسَنَاتٌ».
  • وما رواه ابن حبان في صحيحه، عن النبي ﷺ أنه قال: «مَنْ قَرَأَ يس فِي لَيْلَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ غُفِرَ لَهُ».
شاهد أيضًا:  من أول من جمع القرآن الكريم

وهذا غيضٌ من فيض، فالآثار كثيرة، والفضائل لا تعد ولا تحصى، والقرآن كله شفاء ورحمة للمؤمنين، ولكن لم يرد عن النبي ﷺ قراءة سورة أو تكرار آيات بعدد معين مثل عدية يس، ولكن ما ورد في الحديث الشريف هو: «مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ فَلْيَسْأَلِ اللهَ بِهِ» فاقرأ ما شئت من الآيات والسور دون تقييد بعدد، وادعُ الله عند مرورك بآيات الرحمة واستعِذ عند آيات العذاب.

ولقد داوم عدد من العلماء على قراءة سورة يس عمومًا فوجدوا لها فضلًا عظيمًا فنصحوا بها مريديهم، فتوارثت الأجيال هذه النصيحة وداوموا على الأخذ بها لما وجدوا هم أيضًا أثرها في حياتهم.

لماذا تُقرأ عدية يس؟

من الناس من يقرأ سورة يس عمومًا وليس بعدد معين لدفع ضر، أو لتحقيق نفع، أو بهدف استجابة دعاء، أو بنية الشفاء، أو لقضاء الحوائج، وهناك من يقرأها على الميت وعلى قبره وفي بيته مدة أسبوع وفي الأربعين.

شاهد أيضًا:  آيات القصاص في القرآن الكريم

والقرآن كله بركة، ولأن الآثار كثيرة في فضل يس، لذا اختار الناس قراءتها في كل نازلة وهمٍّ ومصيبة.

ولكن هل حقًا هنالك من يقرأ عدية يس على الظالم لينتقم الله منه؟ وما حكم ذلك؟

حكم قراءة عدية يس على الظالم

قراءة عدية يس على الظالم متعارف عليه بين العامة، ومع ذلك فقد أوضح الدكتور عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أنه فعل لا أساس له من الصحة، والأحرى بالمؤمن أن يعفو ويصفح قدر استطاعته، وإن غلبه القهر فليقل «حسبنا الله ونعم الوكيل».

وفيما قاله الدكتور محمد وسام أن (سورة يس) تدفع الضر، فليقرأها المؤمن بنية صرف الأذى، ولينوِ الخير ويفوّض أمره إلى الله وسيرى عجائب تقدير الله له ويشفي صدره.

عدية يس لم تثبت عن النبي ﷺ، ولكن العلماء قالوا: لا تُقرأ سورة يس عند أمر عسير إلا ييسره الله، فارفع مظلمتك إلى الله، والله الحق العادل قادر على أن يزيل همك ويفرج كربك.