سبب نزول سورة النازعات


سبب نزول سورة النازعات، يحتوي القرآن الكريم على العديد من السور القرآنية، وكل سورة من هذه السور لها أسبابٌ لنزولها وتسميتها. وكل سورة موجودة في القرآن تحتوي على دروس ومواعظ وحكم عميقة للاستفادة منها. ومن بين هذه السور، نجد سورة النازعات التي تطرقت إلى شرح وتوضيح الأهوال التي ستواجه الذين يكفرون بدين نبينا، ولا يصدقون رسالته في يوم القيامة حيث سيتم نزع روحهم بشكل مخيف، فبذلك نزلت السورة ليخيف الله بها الكافرين، ويوضح لهم مصيرهم المحتوم والعذاب الذي ينتظرهم في يوم القيامة. في هذا المقال سنوضح لكم سبب نزول سورة النازعات وما هو فضل هذه السورة بالتفصيل.

سبب نزول سورة النازعات

إن سبب نزول سورة النازعات، وخصوصاً قول الله تعالى من سورة النازعات: “يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا”، هو أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يتحدث كثيرا عن الساعة وأهوالها في كثير من الأحيان، ويذكر الناس بها. وبسبب هذا التركيز على السَّاعة ومتى ستكون، بدأت قريش تلح عليه بالسؤال عن وقت حلولها. فنزلت هذه الآية ليجيب الرسول الكريم عن هذا السؤال. وفي سبب نزول سورة النازعات أيضاً ننوه أنه قد ذكر ابن عباس -رضي الله عنه- بأن سبب نزول هذه الآية كان لكثرة سؤال مشركي قريش لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن وقت الساعة، استهزاءً بذلك. وفي سياق مشابه، ذكر الطبري بأن المكذبين بالبعث أخذوا بسؤال الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام عن وقت الساعة التي يبعث فيها الموتى من القبور وعلامات ظهورها، إلا أن ذلك كان في محاولة للتهكم على الإسلام ونبيه المصطفى.

شاهد أيضًا:  سبب نزول سورة الفاتحة

نبذة عن سورة النازعات

لعل التعرف على أسرار القرآن الكريم وما به من عبر وعظات لا يكون إلا بتدبر الآيات وتفسيرها والتعرف على مقاصدها كما في التعرف على سبب نزول سورة النازعات. وتعد سورة النازعات واحدة من سور القرآن الكريم التي نزلت في مكة المكرمة، وتحتوي على 46 آية، وتأتي في الترتيب الـ 79 في المصحف الشريف. يُذكر أن هذه السورة تأتي بعد سورة النبأ وهي من السور التي تبدأ بالقسم. ووفقًا لما ذكره ابن عطية، فإن هذه السورة نزلت بسبب ضغط قريش وإصرارهم المستمر على البحث عن وقت الساعة، وهو الأمر الذي كان يخبرهم ويتوعدهم به النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

موضوعات سورة النازعات

تتحدث سورة النازعات عن قصة نبينا موسى -عليه السلام- مع فرعون، وتعتبر سورة عظيمة تبين عدل ورحمة الله -سبحانه- وتعالى. وتشير السورة إلى النعيم الذي يتمتع به المؤمنون والموحدون بالله يوم القيامة، وكيفية عقاب الكافرين والمنافقين. في سورة النازعات، يظهر أن الكفار والطغاة مهما حاولوا الرسل -عليهم السلام- تقديم الآيات والأدلة والمعجزات لن يؤمنوا ولن يردعوا، بل سيستمرون في طغيانهم وكفرهم بالله -سبحانه- وتعالى. على سبيل المثال، سيدنا موسى -عليه السلام- ظل يدعو فرعون وقومه للإيمان والتوحيد بالله تعالى، ولكنهم رفضوا الإيمان، وظلوا في طغيانهم، ولم يخضعوا لأوامر الله عز وجل ونبيه عليه السلام. في نهاية الأمر، كانت نهاية فرعون والقوم الظالمين مأساوية، وذلك عقاباً لطغيانهم وجورهم. لذلك، تعتبر سورة النازعات تذكيراً للمؤمنين بأنهم يجب عليهم الإيمان واتباع أوامر الله عز وجل، وأنه ليس هناك مجال للطغيان والكفر، فكل من كفر سيعذب بالعذاب الأليم.

شاهد أيضًا:  تفسير قوله تعالى (إن في خلق السماوات والأرض)

فضل سورة النازعات

لم يرد في السنة النبوية دليل صريح على أن سورة النازعات تساعد على تسريع الزواج، أو في تحقيق أي شيء آخر، والمباح للمسلمين في هذا الأمر هو قراءة ما يشاءون من القرآن الكريم والتوسل إلى الله تعالى بهذا في الأمور المشروعة، ومنها تسريع الزواج. ومع ذلك، يمكن للمسلمين استخلاص بعض العبر المفيدة من سورة النازعات وغيرها من آيات وسور القرآن، مثل فهم أن تزكية النفس لا يمكن أن تحدث إلا بمعرفة الله -عز وجل- لا شريك له ومعرفة قدرته وفضله وقوته. وأنه على الرغم من طغيان الكافرين والفاسدين، فإن النهاية المؤلمة هي نصيبهم في الدنيا والآخرة، وأن ما يحدث في العالم ليس إلا إرادة الله -سبحانه- عز وجل وتمهيداً لعقابهم في الآخرة. كما يجب على المسلمين أن يتذكروا أن بديع خلق السماوات والأرض يشهد على وجود الله تعالى، وهو إقامة حجة على الكافرين يوم القيامة، ويعزز إيمان المؤمنين، ويزيد تقواهم كي يفوزوا بجنات النعيم.

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال سبب نزول سورة النازعات ونتمنى أن تكون المعلومات التي قدمناها لكم مفيدة حيث تطرقنا إلى نبذة مفصلة عن السورة وما هو فضل تلاوتها الخاص والعام بالتفصيل.