سبب نزول سورة المعارج، يهتم المسلمون الذين يتدبرون القرآن الكريم بأسباب نزول السور في القرآن الكريم على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين. تتضمن سورة المعارج وصف حالة الملائكة في أثناء صعودهم إلى السماء، وهذا هو السبب وراء تسميتها بهذا الاسم.
ومن الجدير بالذكر أن هذه السورة تشكل جزءًا هامًا من القرآن الكريم، وتحمل معاني ومفاهيم عظيمة يمكن للمسلمين استخلاصها وتطبيقها في حياتهم، حيث لها فضل عظيم يتمثل في الأحكام التي وضعها الله -سبحانه وتعالى- لعباده في القرآن الكريم. ومن بين هذه الحكم تشمل الحث على تزكية النفس والاستفادة من العبرة والعظة المستمدة من آياتها الكريمة خاصة الآيات التي تتحدث عن العذاب والوعيد. وفي مقال سبب نزول سورة المعارج سوف نشرح كل ما يتعلق بسورة المعارج وما هي أهم مقاصد هذه السورة.
محتويات
نبذة عن سورة المعارج
قبل أن نشرح لكم سبب نزول سورة المعارج، ننوه أنه تهدف سورة المعارج إلى توضيح طبيعة الإنسان وذكر صفاته الطبيعية مثل جزعه عند المصيبة وعدم شكره لنعم الله التي أنعم الله بها عليه، إلا من رحم ربي وهم المؤمنون الصادقون في إيمانهم بالله -عز وجل- الذين ذكرهم الله بصفاتهم بعد ذلك.
وقد ذكر الله -عز وجل- في كتابه المبين الكريم بمعظم الآيات أمثلة لهذه الصفات مثل الذين يؤدون حقوق الفقراء والمحتاجين، والذين يؤمنون بيوم الدين، ويخشون عذاب ربهم. وتختم سورة المعارج بالإشارة إلى الطمع الذي يسود الكفار والمجرمون في دخول الجنة، بالرغم من كفرهم وجحدهم وتكذيبهم للرسل والأنبياء وتحذيرهم من العذاب الأليم في اليوم الموعود الذي يخرجون فيه من الأجداث سريعاً وعيونهم خاشعة ترهقهم الذلة.
سبب نزول سورة المعارج
الكثير من السور القرآنية قد خصت بأسباب معينة أو أشخاص للنزول، وعلى المسلم الحريص على فهم المقصد من كل آية أو سورة على انفراد أن يبحث في أسباب النزول. وكما نعلم يقول أهل العلم إن التدبر في كتاب الله هو سبب لزيادة الإيمان، فكي نصل إلى أهم ما في السورة من عبر تزيد من إيماننا وتقوانا لا بد من تدبرها. أما عن سورة المعارج، فإن سبب نزول سورة المعارج هو أنها قد نزلت في النضر بن الحارث بن كلدة، وذلك عندما استهزأ بترهيب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأهل مكة بعذاب الله. فدعا على نفسه، وعلى قومه بالهلاك والعذاب، فأنزل الله تعالى قوله: “سأل سائل بعذاب واقع”. ويعد النضر بن الحارث من أشرس وأعتى المعاندين لرسول الله -صلى الله عليه وسلم. ومن أكثر ما كان يشتهر به النضر هو تكذيبه لدعوة النبي محمد عليه الصلاة والسلام. وفي الأسفل سنوضح لكم أهم موضوعات السورة.
الموضوعات التي تناولتها سورة المعارج
تتنوع موضوعات السور القرآنية والعبر والمواعظ التي تتضمنها. فتحتوي سورة المعارج في القرآن الكريم على العديد من المقاصد والأهداف الهامة، حيث تهدف إلى تحذير الكفار والمشركين من عذاب يوم القيامة الذي لا مفر منه، وذكر بعضاً من أوصاف وأهوال هذا اليوم. كما وصفت السورة جانبًا من جلال الله تعالى في الآخرة، وعرضت حال دار العذاب فيها وهي نار جهنم، وشرحت أسباب دخولها واستحقاق العذاب فيها، ونصحت المؤمنين بأعمالهم وصفاتهم التي تؤهلهم لدخول جنّة الخلد. بينما وعدت بالنار أهل الكفر والعصيان.
كما أكدت السورة على تمسك الرسول -صلى الله عليه وسلم- بدينه وتسلية قلبه عمّا وقع عليه من الأذى الذي تسبب فيه المشركون. وكذلك ننوه إلى أنه قد وصفت السورة أيضاً خصائص المسلمين التي اكتسبوها بفضل إسلامهم والتزامهم بأمر الله، وحذرت المشركين من الاستئصال والاستبدال بأقوام أفضل منهم بأمر من الله تعالى. فعلينا أن نتعظ من هذه العبر الواردة في سورة المعارج لما لها من أهمية عظيمة.
في ختام مقال سبب نزول سورة المعارج، نتمنى أن تكون التفسيرات التي قمنا بتقديمها قد أفادتكم في تدبر آيات الله -سبحانه- وتعالى، وما تضمنته من الأحوال التي يكون عليها المسلم من النعيم وما يتلقاه الكافر من العذاب.