سبب نزول سورة المدثر، وما هي المقاصد من سورة المدثر أمور واجب على كل مسلم معرفتها، حيث إن القرآن الكريم فيما يتعلق بأسباب النزول يقسم إلى مجموعتين، ففي أولاهما السور والآيات الكريمة المباركة التي لم يترافق نزولها مع حدث أو واقعة أي التي لا تحمل سبب نزول محدد، وفي ثانيهما السور والآيات المباركة التي نزلت لسبب محدد، ويعنى بهذه الأسباب علم من علوم القرآن هو علم أسباب النزول. خصصنا هذا المقال حتى نتحدث عن سبب نزول سورة المدثر بشكل تفصيلي، وحتى نتناول عديد المعلومات الهامة عن هذه السورة المباركة.
محتويات
تعريف بسورة المدثر
سورة المدثر هي واحدة من سور القرآن الكريم المكية أي التي أنزلها الله تعالى على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- عن طريق الوحي جبريل -عليه السلام- في مكة قبل الهجرة وترتيب هذه السورة في المصحف الشريف هو الرابع والسبعون فيما توجَد في الجزء التاسع والعشرين أي الجزء قبل الأخير من أجزاء القرآن بحسب ترتيب المصحف الشريف. تبدأ سورة المدثر آياتها المباركة بأسلوب لغوي هو أسلوب النداء وعدد آيات هذه السورة المباركة هو ست وخمسون آية كريمة وبالنسبة لزمن نزولها فقدت نزلت هذه السورة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في وقت مبكر من أوقات الدعوة الإسلامية وهي السورة الرابعة من حيث ترتيب النزول، وسبقها بالنزول سورة المزمل فيما تبعها سورة الفاتحة والله تعالى أعلم.
سبب نزول سورة المدثر
كما تحدثنا، فقد نزلت سورة المدثر في وقت مبكر من أوقات الدعوة الإسلامية. أما عن سبب نزول سورة المدثر، فقد ورد أنها كانت قد نزلت عندما كان سيدنا وحبيبنا ورسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم- قد اعتزل في غار يقال له غار حراء لشهر كامل، وبعد أن انقضى عليه الشهر وهم مريدا العودة إلى بيته سمع -صلى الله عليه وسلم- صوتا يناديه فالتف ونظر يمنة ويسرة باحثا عن الصوت، وعندما لم ير صاحبا له سمع الصوت يناديه مرة أخرى، وعندما رفع -عليه الصلاة والسلام- رأسه وإذ به يرى جبريل -عليه السلام- على العرش وفي الهواء، فأصاب هذا سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- بالفزع وعاد إلى بيته قائلا (دثروني، دثروني) فأنزل الله عليه هذه السورة المباركة.
مقاصد سورة المدثر
وبما أننا تعرفنا على سبب نزول سورة المدثر، ننوه أن سورة المدثر، وفي آياتها المباركة حملت العديد من الموضوعات والمقاصد الدينية العظيمة، والتي يمكن أن نتحدث ببعض منها من خلال النقاط التالية:
- تحدثت آيات سورة المدثر عن الكفار وأهل الكفر، وكانت هذه الآيات منذرة لهم من استمرار كفرهم، وحمل بعضها لوماً لهم على هذا الكفر والضلال.
- تحدثت آيات السورة أيضاً عن يوم القيامة وهو يوم البعث، وأثبتت معناه في تلك النفوس المظلمة التي كذبت به، وارتضت أن تجحد به.
- في آيات السورة أيضا نلمس بشرى للذين آمنوا وكانوا من أهل الذكر كون هذا سيوصلهم إلى الفوز برضا الله تعالى ومغفرته ورحمته.
- تحدثت آيات السورة عن النار وتحديدا عن زبانيتها وعددهم والعمل الذي كلفوا حتى يقوموا به.
- تحدثت آيات السورة عن أهمية الصبر وعن ضرورة أن يكثر المرء من الصدقات وبذلها.
ختاما تحدثنا في مقالنا هذا عن سبب نزول سورة المدثر، وتناولنا عديد المعلومات الهامة التي تعنى بهذه السورة المباركة، ولا يسعنا في آخر الأمر إلا أن نشدد على ضرورة أن يثقف المسلم نفسه بمثل هذه المعلومات عن دينه وعن القرآن الكريم فقلة المعرفة والجهل يشكلان بيئة خصبة للانحرافات بكافة صورها وأشكالها وما أن تستبد الانحرافات في المجتمع حتى يفقد تماسكه، ويصبح مجتمع مفكك وعرضة للانهيار على أن هذا يحملنا مسؤولية إضافية تعنى بضرورة أن يستقي الإنسان معلوماته الدينية من مصادر أهل للثقة فآفة المعرفة الخاطئة لا تقل ضررا عن آفة عدم المعرفة.