سبب نزول سورة العلق من الأمور الهامة التي لها علاقة وطيدة لفهم مقاصد السورة وما تتضمنه من معاني هامة. ففهم أسباب النزول يسهل على المسلم معرفة مقاصد السور القرآنية وفضلها وأين نزلت. إن سورة العلق معروف بأنها أولى السور التي قد نزلت عليه -صلى الله عليه وسلم- وذلك في مكة المكرمة. وقد بدأت هذه السورة بفعل الأمر اقرأ، وقد ردده -صلى الله عليه وسلم- عندما جاءه جبريل -عليه السلام- في غار حراء. سنوضح لكم بالتفصيل في هذا المقال سبب نزول سورة العلق وما هي مقاصدها وفضل السورة.
محتويات
نبذة عن سورة العلق
إن سورة العلق السورة الأولى التي نزلت على محمد -صلى الله عليه وسلم- عندما كان في غار حراء حين نزل عليه جبريل بالقرآن الكريم. وقبل أن نوضح لكم سبب نزول سورة العلق لا بد أن ننوه أن السورة قد بدأت بكلمة اقرأ والتي لقنها جبريل -عليه السلام- للرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- وطلب منه ترديدها. وقد كانت أول خمس آيات بالتحديد هي أول ما نزل على النبي -صلى الله عليه وسلم- من القرآن عندما كان يتعبد الرسول، ويتفكر في مخلوقات الله تعالى في الغار. سورة العلق سورة مكية، ويبلغ عدد آياتها 19 آية تحتل المرتبة 96 من حيث الترتيب في المصحف الشريف.
سبب نزول سورة العلق
إن سبب نزول سورة العلق أنها قد كانت بداية الوحي السماوي للرسول -صلى الله عليه وسلم- حينما نزل جبريل -عليه السلام- بالقرآن الكريم على محمد، وتلقى منه الرسول -صلى الله عليه وسلم- أول كلام من الله -سبحانه- وتعالى. وقد أشارت السورة إلى الحديث عن بدء الخلق للإنسان وكيف أن الله -سبحانه- قد كرمه وفضله على سائر المخلوقات بالعلم، وأعطاه العقل حيث إن العلم هو الانطلاقة والنعمة التي أنعم الله بها على الإنسان، وغيرت مجرى التاريخ. فقد بدأت السورة بلفظ اقرأ وهو إشارة إلى أهمية العلم. قيل أيضاً بأن سبب نزول سورة العلق وبالتحديد آية، فليدعوا ناديه وإلى آخر السورة أنها قد نزلت في أبي جهل بن هشام المخزومي، والذي كان ينهى محمد -صلى الله عليه وسلم- عن الصلاة فحينما زجره النبي لم يعجبه هذا التصرف، وكان هذا سبب النزول.
لماذا سميت سورة العلق بهذا الاسم؟
بعد أن وضحنا لكم سبب نزول سورة العلق لا بد لنا من التنويه إلى أن سبب تسميتها بهذا الاسم يعود إلى ورود لفظ العلق في آيات السورة وبالتحديد في الآية الثانية منها. ولقد كانت سورة العلق في عصر الصحابة تسمى باسم اقرأ باسم ربك كونها تبدأ بهذه الآيات. وهناك أيضاً من سماها باسم سورة اقرأ تناولت السورة كيفية خلق الإنسان ومراحل خلقه بالتفصيل وتكريم الله -سبحانه وتعالى- للإنسان بالعلم حيث علم الإنسان ما لم يعلم.
الدروس المستفادة من سورة العلق
إن قراءة سورة العلق وتلاوتها بتدبر يسمح لنا بالتعرف على ما فيها من عبر ودروس. فقد كان من أهم ما يستفاد من السورة ما يلي:
- إن الله -عز وجل- قد كرم بني آدم بالعلم، وعلمهم ما لا يعلمون.
- التنويه إلى أهمية القلم؛ ومن ثم الإشارة إلى أن العلم هو الانطلاقة إلى تغيير مجرى التاريخ للإنسان.
- بيان وتوضيح أن المال قد يتسبب في أن الإنسان يطغى وينحرف عن عبادة الله وطريق الصواب.
- على الإنسان أن يشكر الله -سبحانه وتعالى- ويستقيم على طريق الحق، ويتدبر في مخلوقات هذا الكون الواسع.
- أنه سيكون هناك صراع بين الحق والباطل دائما وهناك مدافعة ما بين كل من الفئات المؤمنة والكافرة في الحياة.
وبهذا ننهي وإياكم الحديث عن سبب نزول سورة العلق، والتي كانت أولى السور القرآنية نزولاً على نبينا المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، وتطرقنا إلى أهم ما ورد من عبر ودروس مستفادة من السورة.
