سبب نزول سورة البلد، تناولت سورة البلد العديد من الموضوعات الهامة في الإسلام، إذ إن الله -عز وجل- أقسم بها ليذكر البشر بأهمية بلد رسولنا الكريم ومقام سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. فقد نزلت هذه السورة في أثناء تواجده -صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة، وسورة البلد هي السورة التاسعة والتسعون في ترتيب السور، وتتكون من عشرين آية قرآنية. ولما كان سبب نزول سورة البلد من الأمور الهامة التي تساعد على فهم تفسير سورة البلد ومعرفة ما ورد فيها من عبر ودروس وعظات مستفادة للمسلمين كان لا بد أن نخصص هذا المقال للحديث عن هذه السورة بالتفصيل.
محتويات
نبذة عن سورة البلد
إن سورة البلد واحدة من ضمن السور المكية، وهذا يعني أنها نزلت في مكة المكرمة، ووافق على هذا الرأي الزمخشري والقرطبي، إضافةً إلى عدد كبير من العلماء والمفسّرين الذين دعموا هذا الرأي. وعلى الرغم من ذلك، فإنّ ابن عطية اختلف في الرأي، وذكر أنّها سورة مدنية، وهذا معناه أنها قد نزلت في المدينة المنورة. وتُعتبر سورة البلد هي السورة الخامسة والثلاثون من حيث النزول، حيث نزلت بعد سورة “ق” ولكنها قد سبقت سورة الطارق في النزول والله تعالى أعلى وأعلم. ويأتي فضل هذه السورة من كونها تحوي العديد من الدروس والعبر الهامة التي تتعلق بمقام الإنسان في الدنيا وآخرته، كما تحتوي على تذكير بأهمية العمل الصالح وتحذير من الأعمال السيئة.
سبب نزول سورة البلد
تُعَدُّ سورة البلد من السور القرآنية التي أنزلها الله -سبحانه وتعالى على نبيه في أثناء تواجده في مكة المكرمة، وقد كان سبب نزول سورة البلد كما قال أهل العلم، هو تذكير الناس بأهوال يوم القيامة وما يدور فيها من أحداث وشدائد، حيث تحتوي السورة على آيات تُظهِر الفرق بين المؤمنين والكافرين في يوم الفزع الأكبر، وكيف يكون حال السعداء والأشقياء في دار الجزاء. وكذلك قال أهل العلم سبب نزول سورة البلد قد كان أيضاً نتيجة اغترار الكفار وعنادهم للحق، وذلك في آيات “أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ” “ويقول أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا”. وقد ذُكِرَ في تفسير بعض الآيات الأخرى أن هذه السورة نزلت في مكة، وتحديدًا في الحارث بن عامر بن نوفل وأبي الأشد بن كلدة الجُمحي. وعلى المسلم الحرص على تتبع تفسير السور المختلفة لضمان الوصول إلى أكبر قدر من الفهم لآيات القرآن الكريم.
فضل سورة البلد
بعد أن تعرفنا على سبب نزول سورة البلد سوف نتطرق الآن إلى فضل سورة البلد، تتحدث السورة عن بلد النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، وهي مكة المكرمة. تتميز هذه السورة بأنها تكرّم المدينة والنبي عليه السلام، كما أن سورة البلد قد جاءت لتحذر المشركين بقسم الله العظيم بمكة المكرمة. ويشير القرآن الكريم في هذه السورة إلى قدرة الله على خلق الإنسان وإبداعه، إذ وهبه الله -عز وجل- العينين واللسان والشفتين وهي من أعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده.
كما يذكر القرآن الكريم بيوم الساعة وهو يوم القيامة وما سيحدث فيه من أهوال، ويؤكد أن من أتى الله بقلب سليم، فسوف ينجو في هذا اليوم العظيم. وبشكل عام، فإن سورة البلد تعتبر إحدى السور المهمة في القرآن الكريم، حيث تحث الإنسان على توجيه قلبه وتفكيره نحو الله وإحياء القيم الإسلامية النبيلة، وتحذره من العواقب الوخيمة للمعصية والتقصير في الطاعة، فمن أطاع الله ورسوله فله الجزاء الحسن.
وبهذا نكون قد تعرفنا على الأقوال كلهم التي وردت في بيان سبب نزول سورة البلد، والتي تعتبر من السور العظيمة التي تضمنت الكثير من العبر والمقاصد الموجهة للإنسان، وتطرفنا إلى فضل سورة البلد وما تناولته من موضوعات متعددة.
