سبب تسمية الأعراف بهذا الاسم هو أحد الأسئلة التي قد تخطر على بال الكثير ممن يطمحون إلى الإلمام وزيادة المعرفة بعلوم القرآن الكريم وما به من سور وآيات مختلفة. فالقرآن الكريم مقسم إلى 114 سورة، وهذه السور تتنوع فيما بينها، فمنها سور مكية، ومنها سور مدنية. وقد تم هذا التقسيم بناءً على الزمان والمكان التي نزلت فيه كل من هذه السور، ومن بين سور القرآن الكريم سورة الأعراف، والتي سميت بهذا الاسم نسبة إلى أهل الأعراف الذين سنوضح من هم بالتفصيل في ثنايا هذا المقال، إضافة إلى توضيح سبب تسمية الأعراف بهذا الاسم فتابعوا معنا.
محتويات
من هم الأعراف؟
يختلف معنى كلمة الأعراف في اللغة والاصطلاح، ففي اللغة تشير كلمة الأعراف إلى الحاجز وكذلك تشير إلى مكان عال، فنقول عُرف الجبل أي أعلاه. أما الأعراف في الاصطلاح فهو مفهوم يوضح السور العالي الذي يكون بين الجنة والنار، وهذا السور يقف عليه أهل الأعراف الذين اختلف المفسرون في شرح المقصود بهم. ولكن قيل بأن الأعراف هم القوم الذين تستوي حسناتهم وسيئاتهم. وفي قول آخر قيل بأنهم من تجاوزت حسناتهم النار، فقد تم إبعادهم عنها، ولكن سيئاتهم قصرت بهم، ومنعتهم من دخول الجنة. ولكن القول المرجح لغالبية المفسرين أن الأعراف هم من تساوت حسناتهم مع سيئاتهم، فيبقون يوم القيامة حتى تحل رحمة الله -سبحانه وتعالى- عليهم فيدخلهم الجنة.
سبب تسمية الأعراف بهذا الاسم
تعددت الأقاويل في سبب تسمية الأعراف بهذا الاسم، فقد قال البعض بأنهم سموا بهذا الاسم نسبة إلى أنهم يعرفون أهل الجنة، ويعرفون أهل النار. فقد تمكنوا من التمييز بينهم؛ لأنهم شاهدوا وعاينوا أهل الجنة، وتعرفوا على ما يتصفون به من صفات كذلك عاينوا أهل النار، وتعرفوا على ما يتصفون به من صفات لذلك تم تسميتهم بأصحاب الأعراف. وفي قول آخر يقال بأن الأعراف تشير إلى مكان مرتفع من الأرض، وهؤلاء القوم الذين تتساوى حسناتهم مع سيئاتهم في يوم القيامة يجلسون على هذا المكان المرتفع الذي يقع ما بين الجنة والنار.
حال أهل الأعراف
إن حال أهل الأعراف مثله كمثل سبب تسمية الأعراف بهذا الاسم، تعددت به الأقاويل والتفسيرات. ولكن الراجح أن مصير أهل الأعراف في نهاية الأمر سيكون بأن يمن الله عليهم -سبحانه وتعالى- برحمته ومن فضله، فيدخلهم جنته وذلك بعد أن يقضي -سبحانه- بين العباد في يوم القيامة. فأهل الجنة يذهبون إلى الجنة وأهل النار يذهبون إلى النار، فيبقى هؤلاء الأعراف وبرحمة الله يدخلون الجنة.
سورة الأعراف
إن سورة الأعراف واحدة من السور الطويلة في القرآن الكريم حيث يصل عدد آياتها إلى 206 آيات. وهذه السورة سورة مكية. وذكر فيها عدد من أصناف المؤمنين، ومنهم ذكر أهل الأعراف والذين قد تمت تسمية السورة نسبة إليهم. وقد تناولت السورة الحديث عن جوانب العقيدة كذلك الصراع بين الحق والباطل. فقد ذكرت الكثير من قصص الأنبياء، ومنهم قصة آدم -عليه السلام- ووضحت خلال آيات السورة عداوة الشيطان الأبدية للإنسان، وذلك منذ بداية خلقه، وأمر الله -سبحانه وتعالى- للملائكة بالسجود لآدم، فقد ضل الشيطان منذ ذلك الوقت يوسوس للإنسان، وتوعد بالكيد ضده كي يبعده عن طريق الهداية ومنهج الله -سبحانه وتعالى-.
وبهذا ننهي حديثنا عن سبب تسمية الأعراف بهذا الاسم، والذي وضحنا بأن الأقاويل فيه تنوعت وتعددت، ولكن على الرأي الراجح للمفسرين إن هؤلاء الأعراف هم من تساوت حسناتهم مع سيئاتهم، وذلك في اليوم الآخر. ووضحنا لكم حال أهل الأعراف في يوم القيامة ومصيرهم.