تفسير قوله تعالى “يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان…” والتي هي من الآيات العظيمة من سورة النور. وإن سور وآيات القرآن الكريم تترك في النفس وقعا وأثرا كبيرا يدركه من يتدبر هذه الآيات، ومن يستمع لها، أو يقرأها وعندما يتلو المسلم القرآن الكريم تستوقفه بعض الآيات التي قد لا يكون تفسيرها بالأمر الهين عليه أو الواضح له وهنا لا بد أن يبحث عن تفسير هذه الآيات بحسب ما فسرها أهل العلم ومشايخ وعلماء أمة الإسلام، وفي هذا المقال سوف نتناول تفسير قوله تعالى “يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان…” بشكل تفصيلي ونتحدث عن هذه الآية العظيمة المباركة.
محتويات
نبذة عن سورة النور
قبل أن نتحدث عن تفسير قوله تعالى “يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان…” سنتحدث أولا بنبذة تعريفية عن السورة التي أخذت منها هذه الآية الكريمة وهي سورة النور؛ حيث إن هذه السورة هي السورة الرابعة والعشرون من سور القرآن الكريم بحسب ترتيب المصحف وعدد آياتها هو أربع وستون آية كريمة. أما عن الجزء الذي تقع فيه فهي واحدة من سور الجزء الثامن عشر من أجزاء القرآن الكريم. سورة النور من سور القرآن الكريم المدينة، ولا تحتوي هذه السورة على أي من سجدات التلاوة ضمن آياتها وهي السورة رقم ١٠٢ إذا ما أخذنا بعين الاعتبار ترتيب السور من حيث زمن النزول، وتتناول هذه السورة عدداً من الحدود الشرعية التي لا بد للمسلم أن يلتزم بها، ويعمل بما أمر فيها.
تفسير قوله تعالى “يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان…”
سنبدأ أولاً بشرح تفسير قوله تعالى “يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان…” بحسب ما جاء في كتاب التفسير الميسر؛ حيث إن تفسير الآية بدأ بالقول يا أيها الذين عملوا بما شرع الله تعالى وصدقوا نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- لا تسلكوا مسالك الشيطان وطرقه، فإنما من يفعل ذلك فالشيطان لن يدله ويأمره الشيطان إلا بالمنكر والقبيح من العمل ولولا رحمة الله تعالى بعباده وفضله عليهم لما استطاع أي منهم أبدا أن يتطهر مما دنس به من الذنوب، إلا أن رب العباد وبفضله يطهر من يشاء من عباده هو يسمع أقوال العباد، ويعلم بما يعملون وبما يضمرون من نوايا.
موضوعات سورة النور
سورة النور من سور القرآن الزاخرة بالموضوعات والأحكام الهامة، ويمكن أن نذكر بعضاً من موضوعاتها بكل مما يلي:
تناولت سورة النور حكم الزنا وهو بالطبع حرام وله حد من الحدود، وذلك كون هذا الفعل الشائن يؤدي إلى انحلال المجتمع وفساده واختلاط الأنساب وما يترتب على هذا من مغبة وانهيار.
تحدثت آيات السورة أيضاً عن حادثة عرفت باسم حادثة الإفك، وقد جرت في عهد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بسبب الشائعات التي نشرها المنافقون، وطعنوا بها في شرف السيدة عائشة -رضي الله عنها- وكان فيها خير الدليل على براءتها.
تناولت آيات السورة أيضاً العديد من الأحكام التي تنظم أمور المجتمع، وتصل به إلى الاستقرار كالنكاح والحجاب وضرورة غض البصر.
وفي ختام مقالنا الذي تناولنا فيه تفسير قوله تعالى “يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان…” من المهم أن نذكر بضرورة ألا ينسى الإنسان في خضم تحديات حياته اليومية وهموم الدنيا التي قد لا تنتهي أحيانا سبب وجوده على هذه الأرض وسبب خلقه والغاية من هذا الخلق وحقيقة الدنيا ومكانها من الآخرة، فأنت إذا ما استذكرت على نحو دائم وجود عدو هو الشيطان يحاول أن يزلك ويغويك فلسوف تصبح أقدر وأجدر بمواجهة هذه وساوس هذا العدو، وإذا ما كانت الغاية من خلقك وقيم الصواب والخطأ عندك هي نفسها قيم الحلال والحرام التي وضعها الله لك، وأمرك بها فسوف تصبح أيضاً قادراً على إدراك الوساوس وطردها ومخالفتها.