تفسير قوله تعالى (والسابحات سبحا فالسابقات سبقا)


تفسير قوله تعالى “والسابحات سبحا فالسابقات سبقا” من الأمور الهام فهمها لمعرفة تفسير سورة النازعات. وإن علوم القرآن عديدة وكثيرة، لكن واحد من أهم هذه العلوم علم التفسير، والذي يعنى بتفسير الآيات والسور القرآنية وبيان معانيها العظيمة ومقاصدها المهمة، وفي هذا المقال سوف نتناول تفسير آيات من سورة النازعات حيث سنتحدث عن تفسير قوله تعالى “والسابحات سبحا فالسابقات سبقا” بشكل تفصيلي، وسنتناول أيضا عدة معلومات هامة عن هذه السورة الكريمة المباركة.

نبذة عن سورة النازعات

سورة النازعات هي واحدة من سور القرآن الكريم وهي سورة مكية، وكانت السورة الحادية والثمانون نزولا والله تعالى أعلم، تقع السورة بين سورتي النبأ التي تسبقها في ترتيب المصحف وسورة عبس التي تتبعها في ترتيب المصحف. أما عن ترتيبها فهي السورة التاسعة والسبعون من سور القرآن. عدد آيات سورة النازعات هو ست وأربعون آية، ولا تحتوي أي من هذه الآيات المباركة على سجدات التلاوة، وتناولت هذه الآيات الكريمة عدة موضوعات منها اليوم الآخر والأهوال التي تترافق مع قدوم الساعة. سورة النازعات هي سورة من سور الجزء الثلاثين من أجزاء القرآن، وبدأت أولى آياتها بأسلوب القسم. وفي الأسفل سنوضح تفسير قوله تعالى “والسابحات سبحا فالسابقات سبقا” والتي هي من الآيات العظيمة في القرآن الكريم.

شاهد أيضًا:  تعريف بسورة الأحزاب

تفسير قوله تعالى “والسابحات سبحا فالسابقات سبقا”

نأتي الآن إلى تفسير آيتين من آيات سورة النازعات وهما تفسير قوله تعالى “والسابحات سبحا فالسابقات سبقا”. حيث قال الحسن وأبو عبيدة في تفسير قوله تعالى: ﴿والسابحات سبحا﴾ بأن هذه الآية تشير إلى النجوم وهي كما نعلم تسبح في الفلك ووجه التشبيه هو مرور هذه النجوم في الفلك والجو كالسبح، وهذا أيضاً يوافق قوله تعالى: ﴿كل في فلك يسبحون﴾ والله أعلم. أما عن الآية الثانية، فقال المفسرون أن في قوله تعالى: ﴿فالسابقات سبقا﴾ أيضا إشارة إلى النجوم التي تتسابق مع بعضها البعض في المسير، وذلك كون هذه النجوم تختلف في سرعة حركتها فبعضها يسير أسرع من الآخر أو بسبب الرجوع أو الاستقامة والله تعالى أعلم.

موضوعات سورة النازعات

تناولت سورة النازعات في آياتها العديد من الموضوعات بينها أهوال يوم القيامة، ومن الموضوعات التي تناولتها السورة المباركة كل مما يلي:

  • بدأت سورة النازعات كما أسلفنا بأسلوب القسم حيث وبحسب المفسرين بدأت بالقسم بالملائكة، وهم يقومون بالتدبر في شؤون الخلق وبما يأمر به الله تعالى.
  • تناولت آيات السورة تصويراً ليوم القيامة وما سيؤول إليه المشركون المكذبون من حال في هذا اليوم وهو يوم البعث ويوم النشور.
  • سورة النازعات من السور التي ذكرت فيها قصة سيدنا موسى -عليه السلام- الذي أرسل إلى فرعون ذلك الطاغية الذي كانت نهايته عبرة لمن يعتبر.
  • تناولت آيات السورة كذلك الحديث عن وقت قيام الساعة، والذي يراه المشركون بعيدا مستبعدا وحالهم في هذا اليوم.
  • تناولت آيات السورة أيضاً الحديث عن الطغيان الذي استبد به أهل مكة، وكان هناك تذكرة لهم بأنهم أشد ضعفا من كثير من مخلوقات الله عز وجل.
شاهد أيضًا:  آيات عن الحج والعمرة في القرآن الكريم

ختاما تناولنا في مقالنا هذا تفسير قوله تعالى “والسابحات سبحا فالسابقات سبقا”، ومعرفة تفسير القرآن تعين القارئ على تدبره، وعلى فهم مقصد آياته فهم سليم، وهذا ما يعوز بعض المسلمين اليوم فجزء منهم لا يتدبر بقراءة القرآن تدبر كافي يجعله مدركا وفاهما لمعاني ومقاصد الآيات التي يقرأ وجزء آخر يفسر القرآن على هواه بدون أن يكون له علم كاف بعلوم تفسير القرآن المختلفة، وهذا يضعك أمام مسؤوليتين أولهما أن تحرص على قراءة القرآن قراءةً فاهمة متدبرة خاشعة فيها تأن وتفكر وثانيهما أن ترجع إلى مصادر التفسير المعتمدة في أي آية كريمة يصعب عليك تفسيرها بما بين يديك من معرفة.