تفسير قوله تعالى : (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ …)


تفسير قوله تعالى: (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ …)، هناك العديد من الآيات الكريمة التي تحتاج إلى تفسير ولا يسهل على القارئ خاصةً الذي لا يمتلك معرفة كافية بعلوم التفسير والتي تشمل عدة فروع مختلفة كأسباب النزول ومعاني الآيات تفسيرها وفهم مقاصدها بشكل صحيح. عندما يواجه القارئين المسلمين آية لا يفهمون تفسيرها ينقسموا إلى قسمين فهناك من يغسر الآية على هواه وبما يرى أنه المقصود حتى لو لم يكن لديه المعرفة التي تتوافر لدى أهل العلم وهناك من يتجاهل معنى الآية ويكتفي بالمرور عليها قراءة وكلا التصرفين خاطئ إذ أن المسلم عندما تواجهه آية لا يفهم معناها يجب أن يرجع لكتب التفسير والمصادر المعتمدة. في هذا المقال سوف نتحدث عن تفسير قوله تعالى: (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ …) بحسب المصادر التفسيرية الموثوقة.

تفسير قوله تعالى: (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ …)

في كتب التفسير المختلفة كان هناك عدة أقوال حول تفسير قوله تعالى: (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ …)ومنها تفسير السعدي والذي قد قال أن معنى هذه الآية هو إخراج الأشياء الحية من الأشياء الميتة فعلى سبيل المثال يخرج النبات من أرض لا حياة فيها ويخرج سنبلة حية من حبة غير حية ويخرج أيضا طيرا وفرخا من بيضة غير حية وفضلا عن هذا ذكر السعدي تأويل آخر لمعنى الحي والميت فيخرج مثلاً الابن المؤمن من الأب الكافر وهذا المعنى عكس المعاني الأخرى يذهب إلى المجازية فمجازا المؤمن حي والكافر ميت ويتفق تفسير الطنطاوي إلى حد كبير مع تفسير السعدي.

شاهد أيضًا:  ما المقصود بخلق القرآن

الاعجاز في آية (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ …)

يرى العلماء في تفسير قوله تعالى: (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ …) أن الآية تمثل وجها من أوجه الإعجاز العلمي في القرآن الكريم وذلك كونها تتحدث عن معجزة خلق الله جل جلاله للحي من الميت وأيضا تتمة الآية تتحدث عن إخراج الميت من الحي وقد كان للمفسرين عدة أوجه تفسير لهذه الآية منهم من أخذها مجازاً فقال أن الحي يقصد به المؤمن والميت يقصد به الكافر وهناك من أخذها بالمعنى الواقعي وضربت الكثير من الأمثلة على إخراج الحي من الميت شملت عوالم النبات والحيوان وغيرها.

توضيح البلاغة في قوله تعالى: (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ …)

القرآن الكريم كان معجزة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فهو ليس كتاب عادي ويكفي في إعجازه أنه منزل من الله عز وجل لفظا ومعنى وقد تحدى به الله أن يأتي أحدا من العالمين بمثل ما فيه أو بمثل آية واحدة منه ومن أهم أوجه الإعجاز في القرآن هو الاعجاز البلاغي وعن نوع البلاغة في قوله تعالى (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ …) هو الاستعارة فالاستعارة هنا بمعنى الحي للمؤمن ومعنى الميت للكافر وهذا بالطبع يتفق مع التفسير المجازي الذي سبق وذكرناه.

شاهد أيضًا:  أمثلة على بلاغة القرآن الكريم

موضوعات من سورة الروم

آية (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ …) من آيات سورة الروم ومن أهم الموضوعات التي تناولتها هذه السورة ما يلي:

  • تكشف هذه السورة المباركة عن الارتباط الكبير بين أحوال البشر واحداث هذه الحياة وما يحدث من أحداث في الماضي والحاضر والمستقبل.
  • تتحدث السورة أيضا عن نواميس الكون وسننه وعواقب الأحداث الذي تجري فيه.
  • تحتوي آيات السورة ككافة آيات القرآن على العديد كن أوجه الإعجاز سواء البلاغي أو العلمي أو غيرها من أوجه الإعجاز.

ختاماً تحدثنا في هذا المقال عن تفسير قوله تعالى: (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ …) وتناولنا بعض أوجه الإعجاز في هذه الآية المباركة ذات المقاصد العظيمة.