تفسير قوله تعالى: (سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ) مهم جداً لفهم معنى الآية والعبرة منها، فالقرآن الكريم هو كتاب هداية وارشاد للبشرية جمعاء وفيه من التشريعات والاجابات ما يكفيك عن كل الدنيا لكن في بعض الاحيان قد يصعب على المسلم فهم الآيات خاصة التي تحتاج إلى معرفة تامة بتفسير الكلمات والمعاني والمقاصد ومعرفة بأسباب النزول ومن هنا تأتي أهمية علم التفسير والذي يعين المسلم على فهم كتابه بصورة صحيحة وفهم مقاصده. في هذا المقال سوف نتحدث عن تفسير قوله تعالى: (سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ) والمعاني المرادة من هذه الآية الكريمة.
محتويات
تفسير قوله تعالى: (سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ)
كان هناك العديد من وجهات النظر للعلماء حول تفسير قوله تعالى (سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ) ومن هذه الآراء ما ورد عن الشيخ عبد الرحمن السعدي والذي رأى أن المقصد من هذه الآية هو توعد الله عز وجل لمن كذب بآياته وقال عنها أنها محض أساطير وحكايات حيث أن الله عز وجل سوف يعذبهم حتى يصبح العذاب ملازم لهم وسمة من سماتهم. تفسير السعدي يتوافق مع الآيات المباركة التي سبقت هذه الآية والتي تتحدث عمن كذب بآيات الله تعالى وادعى أن القرآن ليس منزل من الله جل جلاله.
معنى الخرطوم في سورة القلم
بحسب تفسير الجلالين فمعنى الخرطوم في قوله تعالى (سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ) أي سنجعل له علامة على أنفه تبقى على وجهه ولا تفارقه كعقوبة عادلة يكون بها دائما معروفا ومفتضح أمام من حوله وإذا ما قرأت الآية مع ما سبقها وما لحقها من آيات مباركة ستجد أن المعنى يتفق مع تفسيرها وكل آية تكمل معنى الأخرى.
تفسير ابن كثير لآية: (سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ)
بالنسبة للعلامة ابن كثير وهو من أشهر المفسرين للقرآن الكريم فتفسيره يتفق إلى حد كبير مع تفسير قوله تعالى: (سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ) مع السعدي حيث قال في تفسيره لهذه الآية المباركة ان المقصد وراءها أن العذاب سيصبح صفة لمن كذبوا بآيات الله ويكون عذابهم واضحا في سيماهم كما تكون الشمس في وضح النهار وقد قال أيضا بأن هذا العذاب سيكون كوسم على منطقة الأنف لديهم تحديدا. قيل أيضا في وصف هذه الآية الكريمة أن صفة الكفار ستكون أن وجوههم ذات لون أسود قاتم وهذا يميزهم عن غيرهم.
موضوعات تناولتها سورة القلم
تناولت سورة القلم العديد من المواضيع المهمة والتي تساعد المسلم على فهم دينه بصورة أفضل ومن أهم المواضيع التي تناولتها الآيات المباركة في هذه السورة ما يلي:
- من أهم المواضيع التي تناولتها السورة الكريمة هي الرد على الادعاء الضال والباطل الذي ادعاه الكفار على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث أنهم وكونهم عاجزين عن تقديم الحجج المنطقية اتهموه بالجنون فجاءت بعض الآيات المباركة في السورة لترد على هذا الادعاء.
- تحدي مشركي قريش الضالين أن يأتوا بمثل ما أتى في القرآن الكريم من آيات وبيان حكيم وفي هذه الآيات كان هناك أول تحدي للكفار بهذه النقطة.
- وصفت الآيات المباركة في هذه السورة ما يتمتع به النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أخلاق وصفات كريمة تليق به كرسول الله وخاتم الأنبياء.
- تناولت الآية المباركة أيضا مصائر كل من الكفار والمؤمنين وما سيؤول إليه حالهم من جنة ونار.
ختاما تحدثنا في هذا المقال عن تفسير قوله تعالى: (سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ) وتناولنا أبرز ما جاء في هذه الآية من معاني وتحدثنا أيضا عن أبرز المواضيع التي جاءت في سورة القلم وهي من السور التي تنعكس على حياة المسلم وتقوم سلوكه.
