تفسير قوله تعالى (إن الإنسان خلق هلوعا)


تفسير قوله تعالى “إن الإنسان خلق هلوعا” أمرُ هام لمعرفة المعنى المراد من هذه الآية. وجميعنا ستوقفنا عند تلاوة القرآن الكريم العديد من الآيات التي قد يصعب علينا فهم معناها ومقصدها وهنا يجب ألا نتردد أبدا بالبحث عن تفسير هذه الآيات المباركة وألا نبخل على أنفسنا باغتنام العلوم الشرعية وعلم تفسير القرآن الذي ينجو بنا في الدنيا والآخرة، ويوضح لنا ما يمكن أن يختلط علينا من أحوال الدنيا ويجيب على الكثير من الأسئلة التي قد تخطر لنا وفي هذا المقال سوف نتناول تفسير واحدة من آيات القرآن الكريم حيث سنتحدث عن تفسير قوله تعالى “إن الإنسان خلق هلوعا” بشكل مفصل.

نبذة عن سورة المعارج

إن قوله تعالى ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا﴾ مأخوذاً من سورة المعارج وبشكل محدد من الآية التاسعة عشر من هذه السورة والتي تعد واحدة من سور القرآن المكية وتتألف من أربعة وأربعين آية كريمة أما عن ترتيبها في المصحف فهي السورة السبعون وتسبقها سورة الحاقة فيما تتبعها سورة نوح وتقع تحديدا في الجزء التاسع والعشرون أي قبل الأخير من أجزاء القرآن الكريم. بدأت سورة المعارج بفعل هو فعل ماض ولا تحتوي هذه السورة على أي من سجدات التلاوة، ويقال إنها نزلت بالنضير بن الحارث والله تعالى أعلم.

شاهد أيضًا:  فضل سورة الإخلاص والمعوذتين

تفسير قوله تعالى “إن الإنسان خلق هلوعا”

في تفسير السعدي قال مؤلف الكتاب في تفسير قوله تعالى “إن الإنسان خلق هلوعا” بأن الآية تقدم وصفا للإنسان وما فيه من طبائع أصيلة تتمثل بأنه هلوع أما عن معنى هلوع فقد استنبط علماء الأمة لهذا اللفظ عدة معاني فقيل في الصحاح أن الهلع يعني الحرص في أشد صوره والجزع في أسوأ أشكاله وهلوع تقال على التكثير فيما قال عكرمة بأن هلوع تشير إلى أن الإنسان ضجور أما أبو عبيدة فقد ذهب إلى أن الهلوع هو الذي إذ مسته الدنيا بشر لم يصبر وإذا مسته بخير لم يشكر والله تعالى أعلم.

موضوعات سورة المعارج

وبعد أن قدمنا لكم تفسير قوله تعالى “إن الإنسان خلق هلوعا”, نشير إلى أنه تتناول سورة المعارج في آياتها الأربعة والأربعون العديد من الموضوعات الدينية التي على جانب من الأهمية يمكن أن نذكر منها ما يلي:

  • الحديث عن اليوم الآخر وهو يوم البعث ويوم الحساب والجزاء العادل وما قام به الكفار المكذبين من تهكم على هذا اليوم الذي سينالون فيه جزاءهم على ما اقترفوا وما قدمت أيديهم.
  • التأكيد على أن يوم القيامة حق وسيقع وأن المكذبين به سيرون من يقع فيه من أهوال عظيمة.
  • تتناول سورة المعارج أيضا الحديث عن الإنسان وعن طبيعته.
  • الحديث عن المؤمنين في الدنيا والثناء عليهم فهوم محافظين على ما فرض عليهم من صلوات ويؤدون ما فرض عليهم من حقوق في أموالهم وهم أيضا يصدقون بيوم القيامة والبعث تصديقا مصحوبا بالاستعداد لهذا اليوم بالعمل الصالح.
  • مواساة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بسبب ما يلقى من تكذيب من قبل المشركين باليوم الآخر.
شاهد أيضًا:  فضل سورة الحديد

وفي ختام مقالنا الذي سلطنا فيه الضوء على تفسير قوله تعالى “إن الإنسان خلق هلوعا” لا بد أن نقدر اجتهادات علماء الأمة الإسلامية ومشايخنا وأهل العلم من أمتنا فتقديرهم والاعتراف بدورهم والدعاء لهم واجب على كل منا ومن لم يشكر للناس لم يشكر له الله. إن اعترافنا هذا بدور أهل العلم من المفسرين يجب أيضا أن يكون دافع لنا حتى نحرص على تعلم القرآن وتعليمه فإنما بهذا الكتاب ننتفع وببركته نطمئن وبأمر الله ونهيه فيه نأتمر وننتهي وبعظاته وقصصه نجد ضالتنا فنكون بهذا على الدرب السليم الذي ينجو بنا في دنيانا وآخرتنا.