تفسير قوله تعالى (إنَّ أَوْهَنَ البُيُوتِ لَبَيْتُ العَنكَبُوتِ)، إن القرآن الكريم هو أعظم الكتب وأجلها فهو من عند الله تعالى معجزة من المعجزات التي أيد بها -عز وجل- نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ولما كان للقرآن الكريم هذه المنزلة الكبيرة لدينا كمسلمين، فقد أقبل العديد من علمائنا على دراسة القرآن وفهمه وتفسيره واضعين بهذا جهد كبير ونتائج مميزة لا يزال نفعها قائماً حتى وقتنا هذا. خصصنا هذا المقال حتى نتحدث عن تفسير قوله تعالى (إنَّ أَوْهَنَ البُيُوتِ لَبَيْتُ العَنكَبُوتِ) وكي نتناول كذلك عدد من المعلومات الهامة حول هذه الآية المباركة وتفسيرها.
محتويات
نبذة عن سورة العنكبوت
وقبل تفسير قوله تعالى (إنَّ أَوْهَنَ البُيُوتِ لَبَيْتُ العَنكَبُوتِ)، إن سورة العنكبوت هي واحدة من سور القرآن المكية، وقد ذهب بعض من علماء الأمة الإسلامية إلى أن بعضا من آيات السورة التي تتحدث عن الجهاد هي آيات مدنية، إلا أن القول الراجح من علمائنا يذهب إلى أن جميع آيات السورة مكية والله تعالى أعلم، وقد كان وقت نزول هذه السورة وقتا حساساً، فقد قيل إنها نزلت في أواخر الفترات قبل الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة، والتي اشتد فيها أذى مشركي قريش للمسلمين آنذاك. سورة العنكبوت هي السورة التاسعة والعشرون من سور القرآن الكريم. أما عن ترتيب نزولها في السورة الثالثة بعد الثمانين من السور المكية نزولا. تتألف سورة العنكبوت من تسع وستين آية كريمة وهي من السور المبدوءة بحروف مقطعة، ولا تحتوي السورة على أي من سجدات التلاوة، ويتبعها في ترتيب المصحف سورة الروم فيما تسبقها سورة القصص.
تفسير قوله تعالى (إنَّ أَوْهَنَ البُيُوتِ لَبَيْتُ العَنكَبُوتِ)
بحسب كتاب التفسير الميسر، فقد جاء في تفسير قوله تعالى (إنَّ أَوْهَنَ البُيُوتِ لَبَيْتُ العَنكَبُوتِ)، إن الآية الحادية والأربعين من سورة العنكبوت، والتي تتضمن قوله تعالى (إنَّ أَوْهَنَ البُيُوتِ لَبَيْتُ العَنكَبُوتِ) بأن مثل الأشخاص الذين صنعوا من الأوثان أولياء يرجون النصر منهم من دون الله كمثل العنكبوت، فهي تعمل بيتاً تحفظ به نفسها، لكن لا يغني عنها شيء، ولا يحقق هذا غايتها فالمشركون أيضاً لا تغني عنهم الأوثان شيئاً، ولا تحفظهم أو تحقق غايتهم، فما يبنوا كما يبني العنكبوت من بيت ضعيف واهن، ولو كانوا يعلمون ذلك لما اتخذوا المشركين أولياء من دون الله تعالى.
موضوعات سورة العنكبوت
تتناول سورة العنكبوت ضمن آياتها عددا من الموضوعات فيما يلي تفصيل بعض منها:
- تتناول سورة العنكبوت العقيدة الإسلامية وما يتصل بها من موضوعات كالبعث والتوحيد والجزاء في اليوم الآخر.
- الحديث عن الجزاء الذي ينتظر المؤمنين لقاء أعمالهم في الدنيا تثبيتا لقلوبهم خاصة عندما تحيط بهم الفتن.
- تناولت السورة أيضا بعضاً من قصص الأقوام السابقين وأنبيائهم، وكيف نصر الله تعالى أنبياءه، ومن صدقوا دعواهم وآمنوا معهم.
- حث المسلمين على التبرؤ ممن أشرك بالله -عز وجل- والابتعاد عنهم وعن ظلمهم.
ختاما سلطنا في مقالنا هذا على تفسير قوله تعالى (إنَّ أَوْهَنَ البُيُوتِ لَبَيْتُ العَنكَبُوتِ) وتحدثنا عن السورة المباركة التي أخذ منها قوله تعالى، والمسلم يجب أن ينزل القرآن منزلة عظيمة في حياته فهو إن لم يفعل يخسر بالدرجة الأولى أجر تلاوة القرآن وحفظه والعمل به، ويخسر أيضاً بهذا دنياه، فلسوف يهيم بها دون وجهة أو هدف محدد، وهذه هي الخسارة بعينها فلا يوجد من هو أشقى ممن يضيع دنياه وآخرته، ويخرج مع كل ما وهبه إياه الله تعالى من نعم خالي الوفاض من كليهما، وتجنب هذه النهاية المؤلمة يكون بالإقبال على العمل الصالح وتجنب فعل أي شيء يغضب الله تعالى والتوبة عند ارتكاب هذه الأفعال، وعسى أن يهدينا الله وإياكم.
