تفسير قوله تعالى “فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين” من التفسيرات المهمة لفهم معنى هذه الآية وما هي العبر والدروس منها. ويحدث أحياناً وعندما يقع المرء في موقف من المواقف، أو يواجه حادثة من الحوادث أن يتذكر آية من آيات القرآن الكريم وإذ بالطمأنينة تحل في نفسه، وتبدل خوفه أمن وقلقه راحة، وإذا ما دام المسلم على قراءة القرآن وتفسيره وحفظه فسيجد أن الطمأنينة والخشوع أصبحا ملازمين له لا ينفك عنه، وفي هذا المقال سوف نتناول تفسير قوله تعالى “فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين” ونتحدث عن هذه الآية الكريمة المباركة وعدة معلومات حولها.
محتويات
نبذة عن سورة يوسف
آية “فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين” هي آية مأخوذة من سورة يوسف. وسورة يوسف هي واحدة من سور القرآن الكريم المكية وهي السورة الثانية عشر من سور القرآن الكريم، وتسبقها في ترتيب المصحف سورة هود فيما تتبعها سورة الرعد. وكما نعرف سميت سورة يوسف بهذا الاسم كونها اشتملت على قصة سيدنا يوسف -عليه السلام- بشكل تام ما جعلها من السور التي تتميز بوحدة موضوعها، ويوسف هو الاسم الوحيد الذي عرفت به هذه السورة المباركة. عدد آيات سورة يوسف هو مئة وإحدى عشرة آية كريمة، وهي تقع بين الجزأين الثاني عشر والثالث عشر من أجزاء القرآن وترتيبها من حيث النزول هو السورة الثانية والخمسون نزولا.
تفسير قوله تعالى “فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين”
كما أسلفنا، فقد وردت هذه الآية الكريمة في سورة يوسف وتحديداً في قوله تعالى ﴿قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَىٰ أَخِيهِ مِن قَبْلُ ۖ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ فهذا جزء من قول سيدنا يعقوب لأولاده بعد أن طلبوا أن يصحبوا أخ سيدنا يوسف -عليه السلام- معهم حيث قال لهم أبوهم كيف أؤمن على بنيامين معكم، وقد سبق وآمنتكم على أخيه يوسف، وبعد التزامكم بحفظه لم تفوا بما وعدتم به؟ فلا التزامكم ما يعطني الثقة، بل أثق بالله تعالى وبحفظه فهو أرحم الراحمين بعباده وهو خير الحافظين له، وأرجو من الله أن يرحمني ويرده إلي ويحفظه.
وهذا التفسير حول تفسير قوله تعالى “فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين” هو المعتمد في كتاب التفسير الميسر. إن قراءة سورة يوسف، وتدبر القصة واستشعار مشاهدها يساعدك على فهم هذه الآية بصورة أفضل والشعور بما مر به نبي الله يعقوب عليه السلام.
موضوعات سورة يوسف
بعد أن تعرفنا على تفسير قوله تعالى “فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين”، فإنه كما تحدثنا فسورة يوسف تتناول قصة النبي يوسف -عليه السلام- بشكل تفصيلي وهي قصة متعددة المحطات كان أولى محطاتها رؤيا سيدنا يوسف -عليه السلام- ثم تآمر إخوته عليه ثم قصته -عليه السلام- مع امرأة العزيز التي دللت على عفته ثم ما مر به من محنة سجنه ثم عودة الحق والعدل واجتماعه -عليه السلام- مع عائلته مرة أخرى. خلال كل محطة من هذه المحطات نجد الكثير من العبر والحكم التي يجب أن نتفكر بها، ونحرص على الاستفادة منها.
وفي ختام هذا المقال الذي تناولنا فيه تفسير قوله تعالى “فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين” لا بد أن نستشعر تلك الطمأنينة، وذلك الهدوء الذي يصحب وقع هذه الآية في نفس من يسمعها، فنعم المخاطر موجودة والإنسان ليس في مأمن من أسباب الخطر هاته بشكل دائم، لكن الله تعالى موجود وهو أرحم الراحمين بعباده وهو خير الحافظين لهم، فمن أي شيء نخاف ما دمنا في رعاية الله رب وخالق كل شيء والمتحكم والمتصرف في كافة شؤون السماوات والأرض؟ إن استشعار رحمة الله والتماسها في كل أمر إنما يحقق في نفوسنا الراحة والطمأنينة، ومن يحرم نفسه هذا الشعور، ويصر على الانغماس بالدنيا وطلبها والخوض في مسائلها، فإنما يحرم نفسه شعور عظيم يخسر به في دنياه، وإن أصر على الغفلة يخسر آخرته أيضاً.