تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ لَتُسْـَٔلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ) ضروري كي نفهم ما هو المقصود من هذه الآية، فكما نعلم من المهم عندما يقرأ المسلم القرآن الكريم أن يحرص على معرفة معاني الآيات والمقصد وراء كل آية كون الانسان سوف يحاسب على كل ما أمر الله به تعالى وترك وكل ما نهى الله عنه وأتى به. في هذا المقال سوف نتحدث عن تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ لَتُسْـَٔلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ) وهذه الآية هي الآية الثامنة من سورة التكاثر ومن المهم أن يعرف القارئ المقصد وراء هذه الآية كونها بالطبع وكجميع آيات القرآن الكريم تنعكس على حياته وعلى تصرفاته وأولوياته في الحياة وتشكل بوصلة له في كل كبيرة وصغيرة.
محتويات
تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ لَتُسْـَٔلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ)
ورد في تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ لَتُسْـَٔلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ) أن العباد سوف يسألون يوم القيامة عن النعم التي أغدقهم بها الله عز وجل في الدار الفانية فالسؤال سيكون حول طريقة تعامل العباد مع هذه النعم فالجزء الأول منهم يشكر الله عز وجل على ما من به من نعم ويستعين بها على فعل الطاعات ويؤدي حق الله تعالى في جميع النعم الممنوحة لها ولا يأخذها كوسيلة يعصي بها الله ربه الذي خلقه وأكرمه. الجزء الثاني من العباد يغتر بها وهبه الله من نعم ويستعين بها على المعاصي ولا يكلف نفسه حتى أن يشكر الله تعالى أن وهبه ما هو فيه من فضل ونعمة وهؤلاء يعاقبهم الله عز وجل على كفرهم بنعمه.
ما هو النعيم المقصود؟
تعددت أراء العلماء حول ما هو النعيم المقصود ضمن تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ لَتُسْـَٔلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ) والتي هي الآية الثامنة من سورة التكاثر. فقيل أن هذا النعيم هو الصحة التي وهبها الله لبعض العباد والأمن الذي ينعمون فيه. قيل أيضا أن النعيم المقصود هو صحة البدن وصحة البصر وصحة السمع فيسأل الله تعالى العباد فيما استعملوا ما أنعم عليهم به من هذه النعم لكن أياً كانت النعم المقصودة في هذه الآية الكريمة فصفة السؤال عنها تختلف بين المؤمن والكفار فسؤال المؤمن يكون سؤال تشريف كونه أطاع الله عز وجل وشكره على نعمه حق الشكر وعلى الجانب الآخر يكون سؤال الكفار توبيخ للكفار كونهم كفروا بنعم الله عز وجل واستكبروا وظلوا عن الصواب.
صور وامثلة على النعيم
ينعم الله على عباده بنعم كثيرة لا تحصيها الألسن وان حاولت فهناك نعمة المال ونعمة الصحة ونعمة العقل ونعمة الولد البار ونعمة الأمن ونعم خرى كثيرة تتخلل حياتنا دون أن نشعر بها لأننا اعتدناها وكأنها لا يمكن أن تزول يوما والمؤمن يجب أن يؤدي حق الشكر لله عز وجل على نعمه ويحرص على أن تكون هذه النعم وسيلة يتقرب بها لربه بالعبادات والأعمال الصالحة.
موضوعات سورة التكاثر
كون الآية المباركة التي نتحدث بها في المقال هي الآية الثامنة من سورة التكاثر لا بد أن نذكر أهم المواضيع التي تحدثت بها الآية. وهي كما يلي:
- اشتغال الانسان بالدنيا وهمومها وملذاتها عن الآخرة ودار القرار وما يترتب على هذا.
- طول أمل الانيان بالحياة الدنيا وكأنها باقية مع أنها فانية.
- سؤال الله عز وجل للعباد يوم القيامة عن النعيم الذي حفهم به وما يترتب على طريقة تعالمهم مع هذا النعيم.
ختاماً تحدثنا في هذا المقال عن تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ لَتُسْـَٔلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ) وهذه الآية يجب أن تكون منهج للمسلم وتذكرة له أن كل ما هو به من نعيم سوف يسأل عنه يوم القيامة.