تفسير قوله تعالى (اتخذوا احبارهم ورهبانهم)


تفسير قوله تعالى (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم) مهماً جداً لفهم معنى أحبارهم ورهبانهم ومعنى الآية كاملة. ولقد كان نبي الله محمد -صلى الله عليه وسلم- آخر الأنبياء الذين بعثهم الله -عز وجل- للبشرية ومن ثم كانت رسالة الإسلام ختام رسالات الأديان بدعواها القائمة على توحيد الله -عز وجل- والشهادة بأن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وقد ورد في القرآن الكريم معجزة سيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام- العديد من قصص الأقوام السابقة التي توضح جانباً مهماً من جوانب دعوات الأنبياء لأقوامهم، وما استقبلت به هذه الدعوات، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن تفسير قوله تعالى (اتّخذوا أحبارهم ورهبانهم) بشكل تفصيلي.

نبذة عن سورة التوبة

قبل توضيح تفسير قوله تعالى (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم)، الآية مأخوذة من سورة التوبة، وإن سورة التوبة، وتسمى أيضاً باسم سورة براءة هي السورة التاسعة من سور القرآن الكريم. وتقع بين سورة الأنفال التي تسبقها ويونس التي تتبعها. أما عن مكان ووقت نزولها فهي من السور المدنية باستثناء آيتين من آياتها مكيتان والله أعلم. السورة تقع بين الجزئيين العاشر والحادي عشر، ويقال أيضا أنها قد نزلت بعد غزوة تبوك، أي في العام التاسع هجريا. وابتدأت ببراءة الله تعالى من المشركين، وكونها أيضاً نزلت في فضح المنافقين، فلم تبدأ بالبسملة وهي السورة الوحيدة التي لم تبدأ بها.

شاهد أيضًا:  أهمية القرآن الكريم

تفسير قوله تعالى (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم)

إن تفسير قوله تعالى (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم) هو مقدمة الآية الواحدة والثلاثين من آيات سورة التوبة وبحسب كتاب التفسير الميسر لمؤلفه، فقد فسرت الآية الكريمة بأن اليهود والنصارى اتخذوا العلماء منهم والعابدين أربابا، فيأخذون منهم تشريع الأحكام، ويتركون في ذلك شرائع الله تعالى ويقدمون تشريعاتهم على تشريعات الله وأخذ النصارى أيضاً المسيح عيسى ابن مريم إله يعبدونه دون الله، رغم أنه أمرهم بأن يعبدوا الله وحده، ولا يعبدون غيره فهو الإله وحده ولا إله غيره، وتقدس تعالى عن افتراءات ما ضل وأشرك به أهل الشرك والضلال.

مقاصد سورة التوبة

تتناول سورة التوبة العديد من المقاصد الدينية العظيمة، والتي يمكن أن نذكر منها كل مما يلي:

  • المعاداة والموالاة قائمة على موالاة من اتبع دعوة الداعي إلى توحيد الله ومعاداة من خالف هذه الدعوة.
  • ذكر قصة الثلاثة الذين تخلفوا وما جرى معهم من هجر وأعراض إلى أن منّ الله عليهم بتوبته.
  • تقرير عدد من أصول الإيمان والتوكل على الله -عز وجل- وتفويض الأمر إليه وحده.
  • من مقتضيات الإيمان أن يرضي المسلم الله ورسوله معا، وهذا ليس بالعسير، فرضي الله ورضا رسوله كلاهما متلازمين، ولا يكون المرء مؤمناً بحق دون اجتماع كليهما معاً.
  • الحديث عن الصلاة والزكاة وبيان أن كلاهما من مفاتيح الإسلام ومداخله وما يتحقق به.
شاهد أيضًا:  الألفات السبعة في القرآن الكريم

وفي ختام مقالنا هذا الذي تناولنا فيه تفسير قوله تعالى (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم) نشير إلى أن قراءة القرآن الكريم تجيب عن العديد من الأسئلة فيما يتعلق بالأقوام السابقة وما جرى لهم من أحداث وقصصهم مع أنبيائهم والإجابة على هذه الأسئلة تعطي المسلم العبرة العميقة والعظة المهمة وبالإضافة إلى هذا تساعده على فهم الواقع الذي يعيش فبدون خلفية تاريخية سليمة تتعلق بالأديان التي تشكل بدورها أكثر المواضيع حساسية وتأثيرا في وضع العالم لن تفهم واقعك بشكل سليم، وستترك نفسك لأمواج الحياة تأخذك حيثما شاءت، بل وحتى ما تؤمن به من معتقدات سيكون قائماً على الترديد بدون فهم أو إدراك للمعاني التي ترددها فاحرص على القرآن واحرص على تفسيره وتمسك بما جاء فيه لتقطع درب الحياة، وتصل بعده إلى مرد يسرك في الآخرة.