تفسير قوله تعالى (إن في خلق السماوات والأرض)


تفسير قوله تعالى (إن في خلق السماوات والأرض) تفسير هام حيث افتح القرآن وأقرأ خاشعاً متدبراً متمهلاً ولسوف تفتح أمامك أبواب جديدة وآفاق واسعة أكثر مما يمكن أن تتسع له حياتك التي وإن طالت قصيرة. وعند تلاوة هذا الكتاب العظيم لا تبخل على نفسك بفهمه ومعرفة تفسيره والتعلق بآياته وتنفيذ ما فيها من أوامر ونواهي وتوجيهات، فأنت بهذا تحقق الغاية من هذه التلاوة وتنال الأجر من الله بإذنه عز وجل. خصصنا هذا المقال حتى نتحدث عن تفسير قوله تعالى (إن في خلق السماوات والأرض) بشكل تفصيلي، ونتناول عدة معلومات متعلقة بهذه الآية المباركة.

تفسير قوله تعالى (إن في خلق السماوات والأرض)

وفي تفسير قوله تعالى (إن في خلق السماوات والأرض) ورد في مقدمة آيتين من آيات القرآن الكريم أولاهما هي الآية الرابعة والستون بعد المئة من سورة البقرة وثانيهما هو الآية التسعون بعد المئة من سورة آل عمران، أما في سورة البقرة وبحسب كتاب التفسير الوسيط لمؤلفه، فيفسر هذا القول الكريم أولا بتوضيح معانيه فالخلق يشير إلى إحداث الشيء إحداثاً جديداً دون وجود أي مثال سابق، وتعرف السماوات على أنها كل ما يعلو كالسقف ونحوه، وفي هذه الآية كونها أطلقت فيفهم منها الأجرام المقابلة للأرض وهي سبعا والله تعالى أعلم. السماوات وردت هنا جمعا كونها متفردة كل واحدة عن الأخرى. أما الأرض فقد وردت في هذه الآية جميع آيات القرآن الأخرى التي ذكرت بها مفردة كون المشاهدة لا تقع إلا على الأرض كواحدة، والسماوات والأرض من الآيات التي تدل على وحدانية الله وقدرته.

شاهد أيضًا:  ما هو الإخفاء

نبذة عن سورة البقرة

وبعد أن تعرفنا على تفسير قوله تعالى (إن في خلق السماوات والأرض)، إن سورة البقرة هي أطول سور القرآن الكريم وعدد آياتها مئتين وستا وثمانين آية كريمة، ويقال بأنها أول سور القرآن الكريم نزولا في المدينة المنورة باستثناء بعض من آياتها والله أعلم. تقع سورة البقرة بين سورتي الفاتحة التي تسبقها وآل عمران التي تتبعها. أما عن سبب تسميتها بهذا الاسم، فهو راجع بشكل رئيسي إلى قصة بني إسرائيل مع البقرة، والتي حدثت في عهد النبي موسى -عليه السلام- وتقع هذه القصة تحديدا بين الآيات من 67 وحتى 73.

ما معنى لآيات لقوم يعقلون؟

قوم يعقلون في القرآن الكريم تعني قوماً يستخدمون عقولهم لا يتبعون أهواءهم، ولا يطمسون قلوبهم وعقولهم بأوهام توارثوها جيل بعد جيل وبالتقليد الأعمى الذي يتمسكون به كحقيقة مطلقة، فيصروا على مقولة (لا نعبد إلا ما عبد آباؤنا الأولون). في هذا إشارة إلى ضرورة أن يعمل الإنسان عقله، ويهتدي إلى ما تدله إليه فطرته ودين الله تعالى ومظاهر قدرته وإبداعه في الكون جميعها يجب أن تكون سبباً في تقوية إيمان المسلم وقربه من الله والتزام ما يأمر به والابتعاد عما ينهى عنه.

شاهد أيضًا:  تعريف بسورة الأحزاب

وفي ختام مقالنا هذا الذي تناولنا فيه تفسير قوله تعالى (إن في خلق السموات والأرض) علينا دائما أن نفرغ أنفسنا بين الحين والآخر من مهام الحياة الكثيرة، ونقف لحظة من لهاث العيش المتواصل، ونتفكر في هذا الكون، ونرى عجائب قدرة الله فيه، ونسبح الله ونحمده ونقدسه ونقتنع أن ما قسم لنا من كل هذا الكون هو قسمتنا وما لم يقسم لنا فهو ليس بنصيب؛ وبهذا تخف الهموم خطوة خطوة، وندرك حقيقة الحياة الفانية، ونتوقف عن تكبيد أنفسنا عناء الأفكار المحمومة والهموم الثقيلة فالحياة هينة عندما تتذكر الآخرة والهموم بسيطة عندما تتذكر الموت ووحدة التفكر، وتجريد النفس من المادة، ولو للحظات بسيطة ما يعلق قلبنا بهذه الحقائق بالتالي يجعلنا على مواجهة مشاغل الحياة أقدر.