تعريف بسورة الطور، إن دراسة القرآن الكريم وتلاوته حق التلاوة وفهمه ومعرفة تفسيره والحرص على حفظ ما يستطيع المسلم أن يحفظ منه جميعها أولويات لا بد أن تحتل جزءاً من حياة المسلم. فبدون القرآن لن يعرف المسلم المنهج الذي يجب أن يسير عليه حتى يحقق رضا الله، ويبتعد عن معصيته. لذلك يجب الاهتمام بفهم ما في السور القرآنية من آيات وتفسيرها ومعرفة معانيها. وفي هذا المقال سوف نتناول تعريفاً بسورة الطور، ونتحدث عن هذه السورة بصفة عامة.
محتويات
تعريف بسورة الطور
سورة الطور هي إحدى سور القرآن الكريم، وهي السورة رقم 52 في ترتيب السور. وتمتاز هذه السورة بأنها تتحدث عن يوم القيامة وما يحدث فيه من عذاب وعقاب للكفار من جهة ونعيم للمتقين بالجنة من جهة أخرى. تتألف سورة الطور من 49 آية، وهي مكية الأصل، أي أنها نزلت على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في مكة قبل الهجرة إلى المدينة. ويتضمن مضمون السورة القسم بما سيقع للكفار من عذاب في الآخرة والحديث والأخبار عن الذل الذي سيقعون فيه والحديث أيضا عن أهل الجنة وثوابهم.
وضمن تعريف بسورة الطور ننوه أن سورة الطور تضمنت أيضا وعد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بالتأييد وبالنصر. لا تحتوي سورة الطور على أي من سجدات التلاوة، ويبلغ عدد كلماتها 312 كلمة مباركة، وقد سبقتها في ترتيب المصحف سورة الذاريات فيما تبعتها سورة النجم. أما بالنسبة لترتيب النزول فهي السورة رقم 76 من حيث ترتيب النزول وسبقها في النزول نزول سورة السجدة فيما تبعها بالنزول نزول سورة الملك والله أعلم.
مقاصد سورة الطور
تتناول سورة الطور موضوعات عديدة، ولكن من بين المقاصد التي تحملها هذه السورة ما يلي:
- التذكير بالقيامة: تذكر السورة الناس بما يحدث في القيامة وما يرتبط به من جزاء الأعمال، وذلك ليتأكدوا أنهم سيحاسبون على كل ما يعملونه في هذه الحياة؛ ومن ثم تستقيم أعمالهم.
- تحذير من العقوبة الأليمة: تحذر السورة من عقوبة الكفر والعصيان والاستكبار، وتوضح بأنهم سيواجهون عقوبة شديدة في الحياة الآخرة، وقد أقسم الله تعالى في بداية السورة بالعذاب الذي يقع للمكذبين، وبينت آياتها ضروب هذا العذاب.
- تبليغ الرسالة: حث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- على أن يداوم على تبليغ الرسالة بدون التفات لما يفتريه عليه الكفار من افتراءات كاذبة بالسحر والجنون.
- وحدانية الله: التأكيد على وحدانية الله -عز وجل- وإبطال تعدد الآلهة، فمن محاور الإسلام توحيد الله وعدم الشرك به أو عبادة غيره عز وجل.
- الصبر على الأذى: توصية النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- خير البشر بالعبادة والصبر على الأذى.
ما هو الطور؟
وبعد أن وضعنا لكم تعريفاً بسورة الطور، وجب التنويه أن الطور هو الاسم العربي الذي يشير إلى التلَّ أو الجبل، ويُذكر في سورة الطور في القرآن الكريم، وهو يشير في هذه السورة إلى الجبل الذي التقى به الله تعالى بنبيه موسى عليه السلام. يعتقد البعض أن الطور هو جبل سيناء، حيث يُعتقد أن النبي موسى -عليه السلام- لقي الله تعالى في هذا الجبل، ولكن لم يتم التأكيد على ذلك بشكل قطعي، لكن ما هو مؤكد بشكل قطعي أن هذا الجبل قد دك والدك يعني أنه أصبح بمستوى سطح الأرض والله تعالى أعلم.
ختاما تناولنا في هذا المقال تعريف بسورة الطور، وتحدثنا عن هذه السورة الكريمة بصفة عامة وسورة الطور تجعل في نفس المسلم شوقا لأن يكون من أهل الجنة المتقين ونفورا من حال المكذبين وأصحاب النار، وهذا ما ينعكس على أفعاله وأولوياته في الحياة فالشوق والخشية كلاهما دافعان قويان يعينان المسلم على التزام أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه.