تعريف بسورة الأعراف


إنّ القرآن الكريم كتاب هدايةٍ لكلّ زمان ومكان، وفيه يبيّن سبحانه وتعالى كلّ ما يحتاج إليه المسلمون في كافّة أمور حياتهم، وقد كان للقرآن الكريم عظيم الأثر على قلوب الناس وجوارحهم، ومن بين سور القرآن الكريم العظيمة كانت سورة الأعراف التي تدبّرنا ما فيها من مواعظ وأوامر ونواهي وقصص كثيرة عن الأنبياء.

عدد آيات سورة الأعراف

لقد عُدّت هذه السورة واحدة من السور السبع الطوال، حيث بلغ عدد آياتها مائتين وستّ آيات مكيّة عدا الآيات من 163 إلى 171، ورغم أنّ سورة الأعراف من أطول السور القرآنية، إلا أنّ وحدتها الموضوعية تبرز في تدبر معاني آياتها، فالآيات متكاملة تكمل بعضها البعض، ويفسّر يعضها البعض، كما تعدّ سورة الأعراف من السور المكيّة لأنّ أكثر آياتها نزلت قبل الهجرة، وهي تتفق في موضوعاتها مع موضوعات العقيدة الإسلاميّة التي اهتم القرآن المكيّ ببيانها، واحتلت القصص التاريخية فيها المساحة الأكبر، وعرضت هذه القصص جانب كبير من تاريخ الوجود البشريّ على الأرض.

ترتيب سورة الأعراف

كان ترتيبها التاسع والثلاثين من حيث النزول، فهي نزلت بعد سورة (ص)، بينما ترتيبها في المصحف العثمانيّ الشريف كان السابع، ووقعت بين الربع الأول إلى السادس من الأحزاب السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر من الجزء التاسع.

شاهد أيضًا:  لماذا سميت سورة الحجر بهذا الاسم

سبب تسمية سورة الأعراف

لقد سمّيت السورة بهذا الاسم (الأعراف) نسبةً إلى أصحاب الأعراف الذين ذُكروا فيها، كما أنها سُور بين الجنة والنار حيث يقف عباد الله الذين تساوت حسناتهم مع سيئاتهم فيه، وهذه السورة الكريمة قد استعرضت عدّة قصص مجموعة من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام تمّ الحديث بشكل مفصّل فيها.

بداية السورة ونهايتها

تبدأ السورة آياتها بحروف مقطعة ﴿الٓمٓصٓ﴾، فهذه الحروف قد ابتدأت بها تسعاً وعشرين سورة من سور القرآن الكريم، حيث فيها بيان لعظمة كلام الله تعالى، كما أنها تعدّ سراً من أسرار الله التي لا يعلم بها إلا هو سبحانه، ويجب الإيمان فيها وقراءتها على النحو الذي نزلت به، وتوضيح لبلاغة ما فيها من ابتداء السور بها، وينبغي السكوت عن معانيها كما صنع السلف الصالح، وهي ثالث سورة في المصحف بُدئت بالحروف، ومعاني هذه الأحرف التي تبدأ بها بعض السور القرآنية لها أسرار، والعلماء لهم أقوال كثيرة في معانيها، ويجب أن يكون لهذه الأحرف ارتباط بموضوع السورة ومعاني آياتها، فالانسجام والاتّساق بين الكلمات والأحرف في القرآن الكريم يظهر وجه من وجوه الإعجاز فيه، فقد قال ابن كثير رحمه الله: “إنّ هذه الحروف ذُكرت بياناً لإعجاز القرآن، وأنّ الخلق عاجزون عن معارضته بمثله، مع أنّ ألفاظه من هذه الحروف التي يتخاطبون بها”، والآية الأخيرة من سورة الأعراف فيها سجدة.

شاهد أيضًا:  سبب نزول سورة عبس

مقاصد سورة الأعراف

وقد ذكر سبحانه وتعالى فيها الصراع الدائم بين الحق والباطل إلى قيام الساعة، والمواجهة بين الخير والشرّ؛ أي الخير الذي يتمثل من خلال دعوة الأنبياء والمرسلين، والشرّ الذي يتمثل بالشيطان وأتباعه، ووجوب تدبر نعم الله تعالى على عباده وذكر أهمية التوحيد في حياة العبد المسلم، وفضل عبادة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبيان حال أهل الجنة وأهل النار وأصحاب الأعراف، وسوء مآل الظالمين والمكذبين والمستكبرين وما حصل من مواقف وأحداث عديدة في بعض قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مع أقوامهم، وبيان خطوات الشيطان وأثرها الكبير والخطير على عباد الله المؤمنين وكيفية التعامل معها شرعاً.

فضل سورة الأعراف

يتمثل فضل سورة الأعراف في دعوة المسلمين إلى عبادة الله وطاعته، وفي حال الكافرين الذي يتمثل بالذلّ والخلود في نار جهنم؛ لأنّهم لم يتبعوا أوامره سبحانه، فيتمنى الكافرون لو أنهم عادوا إلى الحياة الدنيا مرة أخرى ليطيعوا الله ويتخلوا عن ذنوبهم.