الفرق بين السور المكية والمدنية يظهر في جوانب متعددة، كما أن المؤمن عند تلاوته لكتاب الله -عز وجل- والتأمل يلاحظ أن هناك أسلوباً يميز كل من السور المدنية والسور المكية. من هذا المنطلق لقد أولى العلماء عناية كبيرة لبيان وتوضيح ما هو الفرق بين السور المكية والمدنية، خصوصاً أن العلم بهذه الفروقات هو الأساس لكل من أراد أن يفسر كتاب الله -سبحانه- وتعالى. فمعرفة الفرق يلعب دور كبير في فهم آيات الكتاب الحكيم. في هذا المقال سوف نوضح لكم الفرق بين السور المكية والمدنية وخصائص كل منها.
محتويات
ما هي السور المكية؟
لبيان الفرق بين السور المكية والمدنية لا بد لنا من توضيح مفهوم كل منهما على انفراد. إن السور المكية تشير إلى السور التي نزلت على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وذلك قبل أن تتم هجرته من مكة إلى المدينة. ولقد بلغ عدد هذه السور المكية اثنتين وثمانين سورة. ويتم اعتبار السور على أنها مكية بالاعتماد على الزمان، فكل سورة نزلت قبل هجرة النبي إلى المدينة تعتبر سورة مكية، سواء كانت هذه السورة قد نزلت في مكة، أو في مدينة أخرى.
ما هي السور المدنية؟
أما عن السور المدنية، فهي تشير إلى مجموعة السور التي نزلت على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وذلك بعد هجرته من مكة إلى المدينة. وقد بلغ عدد هذه السور 20 سورة فقط. أما عن باقي السور، فإنها تم الاختلاف عليها. ننوه أن السور المدنية تشمل السور كلها التي نزلت على النبي بعد الهجرة حتى وإن كانت في مدينة غير المدينة المنورة.
الفرق بين السور المكية والمدنية
فيما يلي سنضع لكم أهم الفروقات التي وضعها العلماء للتمييز بين السور المكية والمدنية. وهذه الفروقات هي:
قال العلماء أن السور المكية قد نزلت على النبي -صلى الله عليه وسلم- في مكة. أما عن السور المدنية، فقد نزلت عليه في المدينة.
الفرق الثاني أن السور المكية تم نزولها على النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل أن يهاجر إلى المدينة المنورة، وإن كانت هذه السور قد نزلت في المدينة. ولكن السور المدنية تشمل السور التي نزلت على النبي -صلى الله عليه وسلم- وذلك بعد هجرته إلى المدينة. حتى وإن كانت هذه السور قد نزلت عليه في مكة. فالاعتبار هو الزمان وليس المكان.
الفرق الثالث يمثل أن السور المكية تضمنت الخطاب إلى أهل مكة، ولكن السور المدنية حملت آياتها الخطاب إلى أهل المدينة.
عدد السور المكية والمدنية
عند توضيح الفرق بين السور المكية والمدنية لا بد لنا أن ننوه أن هناك اختلافاً بينهما في العدد. فقد اتفق العلماء على أن عدد السور المكية هو اثنتان وثمانون سورة. أما عن السور المدنية، فقد بلغ عددها 20 سورة، إلا أن هناك مجموعة من السور قد تم الاختلاف عليها، ولم يتم الاتفاق بين العلماء على أن هذه السور مدنية أو مكية. وقد بلغ عدد هذه السور المختلف عليها 12 سورة من بينها سورة الفاتحة.
ختاماً وبعد أن أنهينا توضيح الفرق بين السور المكية والمدنية، ننوه أن اعتبار السورة مدنية أو مكية يجب أن يكون وفقاً للزمان الذي نزلت فيه وليس المكان. إضافةً إلى ذلك يتم تحديد هذه السورة مدنية أو مكية من خلال اعتبار مطلع هذه السورة. فإن كانت قد نزل مطلعها على النبي -صلى الله عليه وسلم- في المدينة فهي مدنية، ولكن في حال نزل مطلعها على النبي في مكة فإنها مكية.
