احكام الإدغام والمماثلة الصوتية


أحكام الإدغام والمماثلة الصوتية من أحكام التجويد الهامة لكل من يرغب في تلاوة وترتيل القرآن بالشكل الصحيح. ولقد حرص المسلمون على مدى العقود الماضية ومنذ بزوغ شمس الدعوة أن يتعهدوا القرآن الكريم بالرعاية والاهتمام، وذلك كونه معجزة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وكلام الله -عز وجل- ومن أهم الجوانب التي برز فيها الاهتمام بالقرآن الكريم وضع أحكام وقواعد تعين القراء على تلاوة القرآن وهي أحكام التجويد. في هذا المقال سوف نتحدث عن أحكام الإدغام والمماثلة الصوتية، والتي تعد بدورها من أهم الأحكام وأكثر سهولة وقربا من فهم المتعلمين حيث سنتعرف على هذه الأحكام، ثم نتحدث بمجموعة من الأمثلة العملية عليها.

أحكام الإدغام والمماثلة الصوتية

يخلط الكثير من المتعلمين لأحكام التجويد بين مفهومي وأحكام الإدغام والمماثلة الصوتية وحتى نزيل اللبس يمكننا أن نعرف الإدغام على أنه دمج حرفين متتالين تجمعهما علاقة تقارب أو تجانس أو تماثل، وبعد دمجهما يلفظان كحرف واحد مشدد، لكن اللسان يتحرك حركة واحدة عند لفظهما. على الجانب الآخر يمكن أن نعرف المماثلة الصوتية على أنها التأثير الذي يقع عند لفظ حرفين متجاورين متشابهين، سواء كانا متماثلين أو متقاربين أو متجانسين.

شاهد أيضًا:  آيات عن إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم

كما هو واضح من التعريفين هناك تشابه قوي وملحوظ بين مفهومي الإدغام والمماثلة الصوتية لذلك يصنف علماء اللغة الإدغام على أنه نوع من أنواع المماثلة الصوتية، وهذا يزيل جزءاً كبيراً من اللبس والتداخل بين المفهومين.

ما هو إدغام المتماثلين

يعرف إدغام المتماثلين على أنه إدغام حرفين متشابهين ومتطابقين في المخرج الصوتي والصفة الصوتية، لكن أحدهما ساكن والآخر الذي يليه متحرك، فيصبحا بعد الإدغام حرفا واحداً يخرج بصوت واحد وينطق القارئ كلاهما على دفعة واحدة. يمكن أن نقسم هذا النوع من الإدغام بحسب طبيعة حركة الحرفين المدغمين إلى ثلاثة أقسام أولها هو الإدغام الصغير الذي يكون فيه الحرف الأول ساكناً والثاني متحرك والثاني هو الإدغام الكبير الذي يكون فيه الحرف الأول متحركاً والثاني متحرك أخيراً ثالثها هو الإدغام المطلق، والذي سكون الحرف الأول فيه متحرك والثاني ساكن.

ما هو إدغام المتجانسين

على الرغم من تعدد أنواع الإدغام المتماثل الذي سبق وتحدثنا عنها، إلا أنها جميعها تشترك في التماثل في المخرج والصفة بين الحرفين المدغمين. أما إذا ما تحدثنا عن الإدغام المتجانس، فيتم به دمج أو إدغام حرفين يتشابهان في المخرج الصوتي، لكن يختلفان في الصفة الصوتية، وهذا النوع من الإدغام سمي بالمتجانس لا المتماثل؛ لأن التماثل درجة أعلى من درجات التطابق مقارنة بالتجانس، فعندما نقول أن شيئين متجانسين لا يكون الأمر بمثل درجة أن نقول إنهما متماثلان. الإدغام المتجانس تم حصره في عدة حالات وردت في القرآن الكريم أولها بحرفي الباب والميم وثانيها هو التاء والدال، ثم الدال والتاء ثم التاء والطاء.

شاهد أيضًا:  أحكام التجويد كاملة

مثال على المماثلة الصوتية

وإذا ما أردنا ذكر أمثلة على المماثلة الصوتية لتوضيح أحكام الإدغام والمماثلة الصوتية، فهناك الكثير من الأمثلة الممكنة، لكن كل مثال يختلف عن الآخر بطبيعة المماثلة فكما تحدثنا أن المماثلة الصوتية تكون بعدة أنواع تعتمد على طبيعة الحرفين المتماثلين، ومنها على سبيل المثال المماثلة التقدمية والمماثلة الكلية والمماثلة التراجعية وغيرهم الكثير.

من أبرز الأمثلة على المماثلة التراجعية قوله تعالى في سورة الكهف (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا)، وهذا المثال من الأمثلة الشهيرة على المماثلة التراجعية، ويستخدم عادة لشرح هذا الموضوع.

ختاماً تحدثنا في هذا المقال عن أحكام الإدغام والمماثلة الصوتية، والإدغام ساعد الكثير من القراء على إعطاء القرآن الكريم ما يلزمه من التدبر والتلاوة المتقنة القريبة لفهم المستمع والتي تحقق المعنى المطلوب.