أمثلة على الإعجاز البياني في القرآن الكريم هو مطلب الكثير من الأشخاص، حيث أن القرآن الكريم هو الكتاب الذي أنزله الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم تأييدا له وهذا الكتاب المبارك هو خطاب من الله سبحانه وتعالى للعباد يوضح لهم طريق الصواب وطريق الضلال ويتفرد عن أي كتاب آخر وذلك كونه كتاب الله ومعجزة رسوله. خصصنا هذا المقال حتى نتحدث عن أمثلة على الإعجاز البياني في القرآن الكريم، فالإعجاز البياني واحد من أهم أوجه الإعجاز في القرآن فقد فاق هذا الكتاب العظيم كل بيان وأسكت كل من قد يكابر وتأخذه العزة بالإثم.
محتويات
الإعجاز البياني في القرآن الكريم
الإعجاز البياني هو أحد أوجه الإعجاز في القرآن الكريم حيث يشير إلى وجه الإعجاز في نظم القرآن الكريم وألفاظه وأساليبه وعذوبته التي يلمسها كل من يستمع إليه او يقرأه فهو كتاب معجز لا مثيل له ولا يمكن لبشر أو جن أن يأتي بما جاء فيه ولو تعاونوا واجتمعوا. اهتم الكثير من علماء الأمة الإسلامية ببيان أوجه الإعجاز البياني في القرآن الكريم وألفوا في ذلك المؤلفات والكتب والمصنفات والتي على كثرتها لم تفي هذا الكتاب حقه ولم توضح كل أوجه الإعجاز فيه.
أمثلة على الإعجاز البياني في القرآن الكريم
من أهم ما ورد من أمثلة على الإعجاز البياني في القرآن الكريم والتي توضح الإعجاز ما يلي:
استخدام مصطلحين مختلفتين لوصف الزوجة
ويظهر وجه الإعجاز هنا بعدة مواضع منها قوله تعالى (اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ) وقوله تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً).
كما نلحظ بأن الآية الاولى وصفت نساء النبيين نوح ولوط عليهما السلام بكلمة ” امرأة” ولم تصفهما الآية الكريمة بمفرده” زوجة” كما في الآية الثانية فكلمة زوجة تدل على أن العلاقة بين الزوجين هي علاقة صحيحة قائمة على التواد والتراحم بين طرفيها وتحقق غايتها بالتكاثر فيما كلمة امرأة استخدمت لوصف انقطاع المودة وهذا يتفق تماما مع قصتي امرأتي نوح ولوط اللتين خانتا العقيدة والدين الذي نادا به زوجاهما فنلاحظ هذا اتفاق بين المفردتين والمعنى والقصص اللتان جاءتا فيه. ورد استخدام لفظ امرأة أيضا في قصة امرأة العزيز والتي خانت زوجها وهذا يتفق مع استخدام لفظة امرأة في قصتي امرأة نوح وامرأة لوط.
الاعجاز البياني في وصف السنة والعام
ويظهر أحد أمثلة على الإعجاز البياني في القرآن الكريم في قوله تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ).
فنلاحظ أن الآية الكريمة ورد فيها مفردتين قد يظن الشخص من الوهلة الأولى أنهما تشيرا إلى نفس المعنى وهما مفردتي السنة والعام لكن تم استخدام هذين المصطلحين بشكل مختلف في الآيات إذ أن مفردة السنة استخدمت للدلالة على التعب والضنك والصعوبة والمعاناة فيما استخدمت مفردة العام لتدل على الرخاء والسعة والارتياح وهذا يتفق مع معنى الآية الكريمة إذ أن النبي نوح لبث ألف سنة في قومه وعانى خلالها الشدة لكن تم استثناء خمسين عاما من الألف سنة لم يعاني فيها النبي نوح عليه السلام الضنك رغم أن كلا المصطلحين يشيرا إلى نفس المدة الزمنية وهي اثني عشر شهرا.
ختاما تحدثنا في هذا المقال عن أمثلة على الإعجاز البياني في القرآن الكريم، وتناولنا عدة أمثلة توضح عظمة هذا الكتاب والذي يجب على كل مسلم أن يأخذه دليلا لكافة شؤون حياته وأن يلتزم بما جاء فيه من أحكام سواء أحكام أمر أو نهي وعلى المسلم أيضا أن يعتبر بالقرآن وبقصصه ويأخذ منه الفائدة ويتأملها ويتعظ بها.
