أسرار ترتيب سور القرآن الكريم يجب التعرف عليها لكل من أراد التعمق في تفسير القرآن الكريم وآياته العظيمة. إن القرآن الكريم ليس كأي كتاب فهو كتاب الله عز وجل لفظا ومعنى، اي أنه بمثابة خطاب إلهي للبشرية جمعاء وللمسلمين المؤمنين بشكل خاص فلا عجب إذا في أن يكون الكتاب المعجزة الذي أيد الله تعالى به نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فأخذ به الأمة من الظلال إلى النور وأصلح به حالها وأزال عنها وهم الضلالة ونقلهم من عبادة المخلوق الذي ليس له من أمره شيء إلى عبادة الخالق جل جلاله الذي يدبر كل شيء. خصصنا هذا المقال حتى نتحدث عن أسرار ترتيب سور القرآن الكريم، فأي شخص يقرأ هذا الكتاب المعجز سيرغب بمعرفة كل كبيرة وصغيرة عنه وكيف ترتبت آياته بحيث أصبحت بالصورة التي بين أيدينا اليوم.
محتويات
أسرار ترتيب سور القرآن الكريم
ألف العلماء الكثير من الكتب والمصنفات التي اهتمت بتوثيق أسرار ترتيب سور القرآن الكريم والذي يشكل الكتاب المعجزة حتى بتفاصيله البسيطة ولعل معرفة اسرار هذا الترتيب أمر بالغ الأهمية ذلك كونه يشكل صورة من صور الإعجاز في القرآن فهو كتاب متناسق المعاني لا يشوبه أي نقص أو تناقض. ومن أسرار ترتيب سور القرآن الكريم ما يلي:
- يبدأ القران الكريم بسورة الفاتحة والتي كما نعرف جميعاً تنتهي بقوله تعالى (اهدنا الصراط المستقيم) وعلى الجانب الآخر تبدأ سورة البقرة وهي السورة التي تليها بقوله تعالى (ذلك الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِين) وبذلك تتفق نهاية السورة الأولى ببداية السورة الثانية ويكون هذا التوافق متواجد في الكثير من سور القرآن ويعد من أهم أسرار ترتيب سور القرآن الكريم.
- القرآن الكريم لم يرتب بحسب نزول الوحي فنجد أن السور غير مرتبة حسب وقت نزولها على النبي محمد صلى الله عليه وسلم لذلك سورة الفاتحة والتي ابتدأ بها القرآن الكريم ليست أول السور نزولاً عليه صلى الله عليه وسلم.
- من أسرار ترتيب سور القرآن الكريم أيضاً أنه لم ينزل على النبي محمد مرتبا بدفعة واحدة بل نزل عليه على عدة دفعات منها في المدينة المنورة وهي السور المدنية ومنها في مكة المكرمة وهي السور المكية.
- السور الطوال أغلبها توجد في بداية القرآن الكريم فيما تكون السور الأقصر في الأجزاء الأخيرة.
كيف تم ترتيب سور القرآن الكريم؟
اختلف العلماء والمشايخ في الطريقة التي رتبت بها سور القرآن الكريم وحتى اليوم لا يزال الموضوع خلافاً خاصةً وأن بعض العلماء ذهبوا إلى أن الترتيب في السور جاء ترتيب توقيفي أي أنه جاء هكذا مرتبا بإيحاء من الوحي إلى سيدنا محمد لكن علماء آخرين ذهبوا إلى خاصية الترتيب التوقيفي تخص الآيات فقط والسور تم ترتيبها عن طريق اجتهاد الصحابة من كتاب الوحي ومن جمعوا القرآن الكريم أي أنه الترتيب جاء اجتهادا لكن أيا كانت الطريقة فلا شك أن ترتيب القرآن معجز فهذا الكتاب محفوظ من الله عز وجل وسيبقى محفوظ حتى قيام الساعة.
من رتب سور القرآن كما هي الآن بالمصحف؟
لا يوجد إجابة متفق عليها على سؤال من رتب سور القرآن كما هي الآن بالمصحف؟ فهناك من يقول أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم فعل وهناك من يقول أن بعض الصحابة اجتهدوا في ترتيبها فالقرآن الكريم لم يجمع في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم بل جمع في عهد الصحابي أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
ختاماً تحدثتا في هذا المقال عن أسرار ترتيب سور القرآن الكريم، وكون هذا الكتاب معجزة وجاء من الخالق أمر لا يمكن أن يختلف عليه اثنين فالشواهد كثيرة والاعجاز أكبر من أن يلم به بشر.