أحكام القرآن للجصاص


أحكام القرآن للجصاص، عكف الكثير من علماء الإسلام على دراسة القرآن الكريم وعلومه المختلفة شاغلين بهذا وقتهم ومستغلين بهذا ما أكرمهم الله به من نعم لنفع أنفسهم وأمتهم، وفي مقالنا هذا سنتحدث عن واحد من كتب التفسير الفقهي للقرآن وهو كتاب أحكام القرآن للجصاص، وسنتناول بشكل تفصيلي معلومات حول مؤلف هذا الكتاب والمذهب الذي اتبع في كتابته سائلين المولى أن يوفقنا إلى ما فيه خير.

من هو أبو بكر الجصاص؟

أبو بكر الجصاص هو أحد أئمة المذهب الحنفي وهو أحمد بن علي الرازي الجصاص، وقد ذكرت كنيته في بعض المراجع باسم الخصاصي، ويقال إن كنية الجصاص جاءت نسبة إلى العمل بالجص والله أعلم. ولد الإمام في مدينة تدعى بمدينة الري، ومنها نسب بالرازي، ويقال إنه كان قد ولد في هذه المدينة في عام 305 للهجرة، وقد مكث فيها إلى أن أصبح عمره عشرين عاما حيث رحل منها، وتوجه إلى بغداد، وقد كان له مكانة مميزة بين علماء عصره خاصة بين علماء المذهب الحنفي، وما زالت مكانته متألقة بين علماء الإسلام حتى وقتنا هذا وقد كانت له رياسة المذهب الحنفي في وقته. وسنتعرف في الأسفل على أحكام القرآن للجصاص بالتفصيل.

شاهد أيضًا:  آيات عن الرهبة و الخوف من الله في القرآن الكريم

أحكام القرآن للجصاص

كتاب أحكام القرآن للجصاص هو كتاب فقهي لتفسير القرآن الكريم ذكر مؤلفه فيه آيات الأحكام، ثم ذكر ما اختلف فيه أهل العلم في الأحكام المستنبطة من هذه الآيات، ثم ذكر أخيرا الأدلة بشكل متوسع شامل بهذا أدلة الكتاب والسنة واللغة والنظر، ويعد هذا الكتاب واحد من أبرز المؤلفات في الفقه الحنفي. يتميز كتاب أحكام القرآن للجصاص بالعديد من المميزات، فتظهر فيه قوة الاستنباط وذكر أوجه الخلاف مع الأدلة فضلا عن هذا يذكر الكتاب الأحاديث النبوية الشريفة بالأسانيد، ويعلق المؤلف على بعض هذه الأحاديث، وقد كان من الكتب التي جمعت أدلة الأحناف، وناقش أدلة المخالفين مفندا بهذا كل دليل، وقد استفاد منه بعض من المفسرين اللاحقين.

المذهب الحنفي

المذهب الحنفي هو أحد المذاهب الأربعة الرئيسية في الفقه الإسلامي، ويسمى أيضاً بمذهب أهل الرأي، وينسب إلى الإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي الذي عاش في القرن الثاني الهجري. ويعتبر المذهب الحنفي من المذاهب الأكثر انتشاراً في العالم الإسلامي، ويمتد نطاق تأثيره من بلدان جنوب ووسط آسيا وشبه القارة الهندية وحتى بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويتمتع المذهب الحنفي بتاريخ طويل من العلماء الكبار والمؤلفات الفقهية الهامة، ولا يزال له دور هام في توجيه الحياة الشرعية في العالم الإسلامي. أصول الاستنباط في المذهب الحنفي قائمة على استنباط الأحكام من كتاب الله تعالى وسنة رسوله وما تجمع عليه الأمة؛ ومن ثم على القياس.

شاهد أيضًا:  آيات تدل على سماحة الإسلام في القرآن الكريم

وفي ختام هذا المقال الذي تحدثنا فيه عن كتاب أحكام القرآن للجصاص، لا بد أن نشعر بالتقدير والامتنان للجهود كلهم التي بذلها علماء أمة الإسلام وشيوخ هذه الأمة، فقد منّ الله عليهم بالعلم، فلم يحتكروه بل شاركوه مع من عاصرهم، ومن أسلفهم وهم بهذا ساهموا بنشره والاستفادة منها كما علينا أن نلقي الضوء على فكرة تغيب عن بال الكثيرين، وخلاصتها أن العلوم الشرعية وحتى يصبح المرء قادراً مثلا على أن يفتي في مسألة ما تتطلب الكثير من العلم والاجتهاد والدراسة والتمحيص والتثبت. أما من لم يكن على قدر كاف من العلم، فيجب أن يأخذ أحكام المسائل التي تختلط عليه من أهل العلم، ولا يكن في قلبه كبر، وفي نفسه أنفة تمنعه من الاستفادة من غيره، أو تضله إلى طريق يجانب الصواب.