أحكام التجويد كاملة من الأحكام التي يتعلمها كل شخص يريد تعلم القرآن الكريم وتلاوته بشكل صحيح وكما يجب أن يتلى حتى يحقق المعاني التي تشير لها الآيات بصورة صحيحة ولربما عندما تسمع تلاوة القرآن من كبار القراء ومن ثم تقرأه بنفسك ستجد اختلافا طفيفا بين القراءتين حتى لو كان صوتك جميل وعميق فالفكرة هنا أن القراء يلتزمون أحكام التجويد ما يعطي تلاوتهم نسقاً يختلف عن نسق القارئ العادي.
خصصنا هذا المقال حتى يكون دليل متكامل لجميع أحكام التجويد التي يجب أن يطلع عليها أي مسلم حيث سنتحدث عن أحكام التجويد كاملة بدءاً من أحكام الاستعاذة والبسملة ومن ثم أحكام النون والتنوين ثم أحكام الميم الساكنة فأحكام التشديد وصولا إلى أحكام المد.
محتويات
أحكام الاستعاذة والبسملة
أول ما يجب أن يدرس المسلم من أحكام التجويد كاملة هو حكما الاستعاذة والبسملة وحكمهما كما يلي:
البسملة: البسملة هو اختصار لقول ” بسم الله الرحمن الرحيم” ومن أهم أحكام التجويد هو أن يقوم القارئ بالتسمية قبل البدء بتلاوة أي سورة ويستثنى من هذا فقط سورة واحدة هي سورة التوبة والبسملة في معظم المصاحف تكون مكتوبة قبل بداية السورة لهذا لن تجد صعوبة في تذكر ضرورتها قبل البدء بالتلاوة.
الاستعاذة: الاستعاذة هي اختصار لقول” أعوذ بالله من الشيطان الرجيم” لكن على عكس البسملة لم يتفق العلماء على وجوبها قبل التلاوة فقد ذهب بعض منهم أن الاستعاذة واجبة حالها حال البسملة لكن ذهب البعض الآخر منهم إلى ان الاستعاذة غير واجبة لكن مستحبة وإذا لم يكن المسلم قد نسيها أو غفل عنها في بداية السور فعليه أن يتلفظ بها وهذا أفضل والله أعلم. وأحكام التجويد كاملة سنكملها في الأسفل.
أحكام النون الساكنة
أحكام النون الساكنة متعددة وإذا أردنا دراسة أحكام التجويد كاملة، ينبغي دراسة كل حكم منها، حيث أن كل حكم مضبوط بقواعد وحالات يجب على القارئ أن يتقنها حتى تكون تلاوته مجودة بصورة صحيحة ولا يكون فيها أي لبس أو خطأ وأحكام النون الساكنة والتنوين هي الأحكام التالية:
الإظهار: وكما يشير الاسم يكون هذا الحكم عندما يقوم القارئ بإظهار لفظ النون أو التنوين ويحدث هذا ما اجتمعا مع عدة حروف اصطلح العلماء على تسميتها بحروف الحلق. الاظهار من الأحكام التي يشترك بها النون والتنوين لكن في حالة النون يمكن أن يكون الاظهار إما بحرف واحد أو حرفين أما في حالة التنوين يكون الاظهار بحرفين فقط. من الأمثلة على الاظهار قوله جل تعالى ” عَذَابٌ عَظِيمٌ”
الإقلاب: عندما تقول أنك قلبت الشيء أي حولته وكذلك مع هذا الحكم إذ أن الإقلاب يعني تحويل النون الساكنة أو التنوين إلى حرف ميم وتلفظ الميم ميما بغنة في حالة الإقلاب وما يميز هذا الحكم هو قلة عدد حروفه حيث يستخدم فقط إذا ما تبعت النون أو التنوين بحرف الباء حصرا. من الأمثلة عليه قول الله تعالى (سَمِيعًا بَصِيرًا).
الاخفاء: وهو يجمع بين حكمي الادغام والإظهار وله ثلاثة مراتب أما حروفه فعددها خمسة عشر وحتى تسهل على نفسك حفظها قم بحفظ أحرف أحكام النون الأخرى وما عداها تكون أحرف الاخفاء. من الأمثلة عليه قوله تعالى ( سَمِيعٌ قَرِيبٌ).
الإدغام: وهو أن تقوم بدمج حرفين ولفظهما كحرف واحد وحروفه مجموعة في كلمة ” يرملون” ومنه ما هو بغنة ومنه ما هو ليس كذلك. من الأمثلة على الإدغام قوله تعالى (وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ).
أحكام الميم الساكنة
كأحكام النون الساكنة التي تحدثنا عنها بالأعلى هناك أحكام أخرى تضبط الميم الساكنة أيضاً يجب على كل من يرغب فهم أحكام التجويد كاملة معرفتها، ومن أبرزها ما يلي:
الإخفاء الشفوي: وكما هو واضح من الاسم يشير هذا الحكم إلى اخفاء لفظ الميم الساكنة إذا ما جاءت قبل حرف الباء وهذا هو حرف الإخفاء الشفوي الوحيد. من الأمثلة عليه قوله تعالى (فاحكُم بَينهم).
الإدغام الشفوي: وهو يحدث في حال وجود ميم ساكنة متبوعة بميم متحركة فيتم دمجهما ونطقهما كميم واحدة بغنة وذلك تسهيلاً على القارئ بدلا من لفظ الميم مرتين متتابعتين. من الأمثلة عليه قوله تعالى (لهم مَّا)
الاظهار الشفوي: وهذا الحكم يشمل أي حالة لم يشملها الإدغام الشفوي والاخفاء الشفوي وبذلك يمكننا أن نعمم بأن أي حرف يلي الميم الساكنة ولا يكون ميما متحركة أو باء فيسري على هذه الميم حكم الاظهار الشفوي حيث يتم لفظها كما هي يدون غنة أو تشديد. قد تستغرب كثرة عدد حروف الاظهار فهي إذا ما استثنينا الباء والميم تشمل كافة حروف الأبجدية والسبب الأساسي في هذا يعود إلى أن الميم لا تتشابه في اللفظ والمخارج في جميع حروف اللغة العربية إلا مع الحرفين السابقين وبذلك لا يصعب على القارئ تلاوتها ظاهرة ولا يؤثر هذا على المعنى. من الأمثلة على حكم الاظهار الشفوي قوله تعالى (تمْرُجُونَ).
أحكام النّون والميم المشددتين
كون حرفي النون والميم يأتيا مشددتان على الأغلب فقد أفرد العلماء حكما خاصاً من أحكام التجويد يسمى بحكم النون والميم المشددتين وحكمهما هو التلاوة بغنة ومقدار الغنة في التشديد هو حركتين. يقصد بالغنة بمقدار حركتين هو مد لفظ حرفي النون والميم المشددتين بمقدار قبضتين على الأصابع فكلمة حركتين تشير إلى حركة فتح قبضة الأصبع واغلاقها وتعد وسيلة لتحديد مقدار المد والغنة والتشديد في احكام التجويد فكلما كان عدد الحركات أكثر يكون التشديد أو المد أو الغنة أكبر.
أحكام المد
أحكام المد من الأحكام التي تحتاج من الدارس تركيز كبير كونها متعددة الحالات ولكل حالة منها خواص واستخدامات تختلف عن الحالة الاخرى لكن يمكن أن نلخص أبرز أحكام المد في القرآن الكريم بما يلي:
المد الكلمي: من أهم الأمور التي يجب فهمها عند محاولة فهم أحكام التجويد كاملة. وكما يشير الاسم تماماً يكون المد في هذه الحالة بكلمة واحدة فقط ولهذا سمي مداً كلمي وكونه يكون في حرف واحد فمقدار المد فيه هو حركتين فقط.
المد الثنائي: ويكون في حالات خاصة فقط وهي فواتح السور التي تبدأ بحروف متفرقة كفواتح سورة مريم أو غيرها من السور وهذا المد سهل ولا يصعب على أي قارئ تمييزه فهو في حالات محصورة تمثل بدايات مجموعة من سور القرآن الكريم.
مد العوض: وهو أيضا كما في المد الثنائي يكون في حالات خاصة ومحصورة أو لنكون أكثر دقة يكون في حالة واحدة وهي وجود حرف الألف في آخر الكلمة وأن تكون هذه الألف منونة بتنوين فتح.
المد الواجب: ويكون في حالة وجود حرف مد وهمزة في نفس الكلمة ويمد إما بخمس او ست حركات.
المد الجائز: ولا يكون المد فيه واجبا ويكون على عكس الواجب إذ توجد الهمزة وحرف المد في كلمتين منفصلتين.
المد اللازم: ويكون عند التقاء حرف المد مع السكون.
ختاما تحدثنا في هذا المقال عن أحكام التجويد كاملة ويمكن أن تلجأ له حتى تلخص كافة أحكام التجويد بطريقة مبسطة سهلة للفهم والحفظ لكن وجب الذكر أن هذه الأحكام لا تتقن الا بتكرارها وتطبيقها وتلاوة القرآن باستخدامها وإلا سيكون النسيان مصير كل ما تتعلمه.